الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6086 ) فصل : فأما القول فتحصل به الرجعة . بغير خلاف . وألفاظه : راجعتك ، وارتجعتك ، ورددتك ، وأمسكتك . لأن هذه الألفاظ ورد بها الكتاب والسنة ، فالرد والإمساك ورد بهما الكتاب بقوله سبحانه : { وبعولتهن أحق بردهن في ذلك } . وقال : { فأمسكوهن بمعروف } يعني : الرجعة .

                                                                                                                                            والرجعة وردت بها السنة بقول النبي صلى الله عليه وسلم { : مره فليراجعها } . وقد اشتهر هذا الاسم فيها بين أهل العرف ، كاشتهار اسم الطلاق فيه ، فإنهم يسمونها رجعة ، والمرأة رجعية . ويتخرج أن يكون لفظها هو الصريح وحده ، لاشتهاره دون غيره ، كقولنا في صريح الطلاق ، والاحتياط أن يقول : راجعت امرأتي إلى نكاحي أو زوجتي . أو راجعتها لما وقع عليها من طلاقي . فإن قال : نكحتها . أو : تزوجتها . فهذا ليس بصريح فيها ; لأن الرجعة ليست بنكاح . وهل تحصل به الرجعة ؟ فيه وجهان ; أحدهما ، لا تحصل به الرجعة ; لأن هذا كناية ، والرجعة استباحة بضع مقصود ، ولا تحصل بالكناية ، كالنكاح . والثاني ، تحصل به الرجعة . أومأ إليه أحمد . واختاره ابن حامد ; لأنه تباح به الأجنبية ، فالرجعية أولى .

                                                                                                                                            وعلى هذا ، يحتاج أن ينوي به الرجعة ; لأن ما كان كناية تعتبر له النية ، ككنايات الطلاق .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية