الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( فصل وإن تلف المغصوب ) بأن كان حيوانا فمات أو متاعا فاحترق ونحوه وشمل كلامه لو غصبه مريضا فمات في يده في ذلك المرض ضمنه كما جزم به الحارثي واقتصر عليه في الإنصاف ( أو أتلفه الغاصب أو ) أتلفه ( غيره ) بأن قتل الحيوان المغصوب أو أحرق المتاع المغصوب .

                                                                                                                      ( ولو ) كان إتلاف غير الغاصب للمغصوب ( بلا غصب ) بأن أتلفه بيد الغاصب أو بعد أن انتقل إلى يده بشيء مما تقدم من نحو بيع أو هبة أو عارية أو وديعة ( ضمنه ) الغاصب أو من تلف بيده ( بمثله إن كان ) المغصوب ( مكيلا أو موزونا ) لا صناعة فيه مباحة يصح السلم فيه ( تماثلت أجزاؤه أو تباينت كالأثمان ولو نقرة أو سبيكة و ) ك ( الحبوب ) من بر وشعير وأرز ودخن وذرة وعدس وباقلاء ونحوها .

                                                                                                                      ( و ) ك ( الأدهان ) من سمن وشيرج وزيت وكذا سائر المائعات والثمار التي تجب فيها الزكاة كتمر وزبيب وبندق ولوز ونحوها وتقدم بيان المكيلات والموزونات في الربا مفصلة فيضمن ذلك بمثله ( إذا كان ) حين التلف ( باقيا على أصله ) أي حاله حين الغصب .

                                                                                                                      قال أحمد في رواية حرب : ما كان من الدراهم والدنانير أو ما يكال أو ما يوزن فعليه مثله انتهى ; لأن المثل أقرب إلى المنضبط من القيمة لكونه مماثلا له من طريق الصورة والمشاهدة والمعنى بخلاف القيمة فإنها مماثلة من طريق الظن والاجتهاد فقدم ما طريقه المشاهدة كالنص فإنه لما كان طريقه الإدراك بالسماع كان أولى من القياس ; لأن طريقه الاجتهاد .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية