الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 363 ] الثاني

قلب المعطوف

إما بأن يجعل المعطوف عليه معطوفا والمعطوف معطوفا عليه ، كقوله تعالى : فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون ( النمل : 28 ) حقيقته : فانظر ماذا يرجعون ، ثم تول عنهم ؛ لأن نظره ما يرجعون من القول غير متأت مع توليه عنهم . وما يفسر به التولي من أنه يتوارى في الكوة التي ألقى منها الكتاب مجاز والحقيقة راجحة عليه .

وقوله : ثم دنا فتدلى ( النجم : 8 ) أي : تدلى فدنا ؛ لأنه بالتدلي نال الدنو والقرب إلى المنزلة الرفيعة ، وإلى المكانة لا إلى المكان .

وقيل : لا قلب ، والمعنى : ثم أراد الدنو ، وفي صحيح البخاري : فإذا قرأت القرآن فاستعذ ( النحل : 98 ) المعنى : فإذا استعذت فأقرأ .

وقوله : وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا ( الأعراف : 4 ) وقال صاحب " الإيضاح " : لا قلب فيه ؛ لعدم تضمنه اعتبارا لطيفا .

[ ص: 364 ] ورد بتضمنه المبالغة في شدة سورة البأس ، يعني هلكت بمجرد توجه البأس إليها ثم جاءها .

التالي السابق


الخدمات العلمية