الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6099 ) فصل : ومتى وطئ الرجعية ، وقلنا : إن الوطء لا تحصل به الرجعة ، فعليها أن تستأنف العدة من الوطء ، ويدخل فيها بقية عدة الطلاق ; لأنهما عدتان من رجل واحد ، فتداخلتا ، كما لو طلقها واحدة فلم [ ص: 411 ] تنقض عدتها حتى طلقها ، وله ارتجاعها في بقية العدة الأولى ; لأنها عدة من الطلاق ، فإذا مضت البقية ، لم يكن له ارتجاعها في بقية عدة الوطء ; لأنها عدة من وطء شبهة ، فإن حبلت من الوطء ، صارت في عدة الوطء ، وتدخل فيها البقية الأولى ; لأنهما عدتان لواحد ، فأشبه ما لو كانا بالأقراء ، وتنقضي العدتان جميعا بوضع الحمل ; لأنه لا يتبعض ، وله مراجعتها قبل وضعه ; لأنها في عدة من الطلاق .

                                                                                                                                            ويحتمل أن لا يتداخلا ; لأنهما من جنسين . فعلى هذا تصير معتدة من الوطء خاصة . وهل له رجعتها في مدة الحمل ؟ على وجهين ، مضى توجيههما فيما إذا حملت من وطء زوج ثان ، فإذا وضعت أتمت عدة الطلاق ، وله ارتجاعها في هذه البقية ; لأنها من عدة الطلاق . ولو طلقها حاملا ، ثم وطئها انقضت عدتها بوضع الحمل منهما جميعا . ويحتمل أن تستأنف عدة للوطء بعد وضع الحمل ; لما ذكرنا . ولا رجعة له بعد وضع الحمل في هذه الصورة بكل حال . ومذهب الشافعي في هذا الفصل كله على ما ذكرنا سواء .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية