الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6101 ) مسألة قال : وإذا طلقها ثلاثا ، وانقضت عدتها منه ، ثم أتته فذكرت أنها نكحت من أصابها ، ثم طلقها ، أو مات عنها ، وانقضت عدتها منه ، وكان ذلك ممكنا ، فله أن ينكحها إذا كان يعرف منها الصدق والصلاح ، وإن لم تكن عنده في هذه الحال ، لم ينكحها حتى يصح عنده قولها وجملة ذلك أن المطلقة المبتوتة ، إذا مضى زمن بعد طلاقها ، يمكن فيه انقضاء عدتين بينهما نكاح ووطء ، فأخبرته بذلك ، وغلب على ظنه صدقها ; إما لمعرفته بأمانتها ، أو بخبر غيرها ممن يعرف حالها ، فله أن يتزوجها ، في قول عامة أهل العلم ; منهم الحسن ، وقتادة ، والأوزاعي ، والثوري ، والشافعي ، وأبو عبيد ، وأصحاب الرأي ; وذلك لأن المرأة مؤتمنة على نفسها ، وعلى ما أخبرت به عنها ، ولا سبيل إلى معرفة هذه الحال على الحقيقة إلا من جهتها ، فيجب الرجوع إلى قولها ، كما لو أخبرت بانقضاء عدتها .

                                                                                                                                            فأما إن لم يعرف ما يغلب على ظنه صدقها ، لم يحل له نكاحها . وقال الشافعي : له نكاحها ; لما ذكرنا أولا ، والورع أن لا ينكحها . ولنا أن الأصل التحريم ، ولم يوجد غلبة ظن تنقل عنه ، فوجب البقاء عليه ، كما لو أخبره فاسق عنها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية