الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2200 - محاكمة العباس وعمر بن الخطاب إلى حذيفة

                                                                                            5479 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ، ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن سليمان بن إبراهيم الإسكندراني ، بمصر ، ثنا أبو يحيى الضرير زيد بن الحسن البصري ، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن [ ص: 397 ] الخطاب ، أنه قال للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " نزيد في المسجد " ودارك قريبة من المسجد ، فأعطناها نزدها في المسجد ، واقطع لك أوسع منها ، قال : لا أفعل ، قال : إذا أغلبك عليها ، قال : ليس ذاك لك فاجعل بيني وبينك من يقضي بالحق ، قال : ومن هو ؟ قال : حذيفة بن اليمان ، قال : فجاءوا إلى حذيفة فقصوا عليه ، فقال حذيفة : عندي في هذا خبر ، قال : وما ذاك ؟ قال : إن داود النبي صلوات الله عليه أراد أن يزيد في بيت المقدس ، وقد كان بيت قريب من المسجد ليتيم فطلب إليه فأبى فأراد داود أن يأخذها منه ، فأوحى الله عز وجل إليه إن أنزه البيوت عن الظلم لبيتي ، قال : فتركه ، فقال له العباس : فبقي شيء ، قال : لا ، قال : فدخل المسجد ، فإذا ميزاب للعباس شارع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليسيل ماء المطر منه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال عمر بيده ، فقلع الميزاب ، فقال : هذا الميزاب لا يسيل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له العباس والذي بعث محمدا بالحق إنه هو الذي وضع الميزاب في هذا المكان ، ونزعته أنت يا عمر ، فقال عمر : ضع رجليك على عنقي لترده إلى ما كان هذا ، ففعل ذلك العباس ، ثم قال العباس : قد أعطيتك الدار تزيدها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فزادها عمر في المسجد ، ثم قطع للعباس دارا أوسع منها بالزوراء " هذا حديث كتبناه ، عن أبي جعفر ، وأبي علي الحافظ عليه ولم يكتبه إلا بهذا الإسناد ، والشيخان رضي الله عنهما لم يحتجا بعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وقد وجدت له شاهدا من حديث أهل الشام " .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية