الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب لا طاعة في معصية الله

                                                                              2863 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علقمة بن مجزر على بعث وأنا فيهم فلما انتهى إلى رأس غزاته أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي فكنت فيمن غزا معه فلما كان ببعض الطريق أوقد القوم نارا ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعا فقال عبد الله وكانت فيه دعابة أليس لي عليكم السمع والطاعة قالوا بلى قال فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه قالوا نعم قال فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار فقام ناس فتحجزوا فلما ظن أنهم واثبون قال أمسكوا على أنفسكم فإنما كنت أمزح معكم فلما قدمنا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمركم منهم بمعصية الله فلا تطيعوه

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( بعث علقمة بن مجزز ) هو بجيم وزاءين الأولى مشددة مكسورة (وأمر ) من التأمير قوله : ( ليصطلوا ) أي : ليقوا أنفسهم من البرد (دعابة ) في القاموس الدعابة بالضم اللعب والمزح فما أنا بآمركم ، هو من زيادة [ ص: 202 ] الباء في خبر ما المشبهة بليس (إلا تواثبتم ) إلا حرف استثناء وتواثبتم فعل من التوثب (فتحجزوا ) أي : أعدوا أنفسهم للوثوب واجتمعوا لذلك من أمركم منهم ، أي : من الأمراء منهم ، وفي الزوائد إسناده صحيح والله أعلم .




                                                                              الخدمات العلمية