الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إبراهيم .

أخرج ابن مردويه ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أعطي الشكر لم يحرم الزيادة ، لأن الله تعالى يقول لئن شكرتم لأزيدنكم [ إبراهيم : 7 ] . .

[ ص: 513 ] وأخرج أحمد ، والترمذي ، والنسائي ، والحاكم وصححه ، وغيرهم ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ويسقى من ماء صديد يتجرعه [ إبراهيم : 17 ] . قال : يقرب إليه فيتكرهه ، فإذا أدني منه شوى وجهه ، ووقع فروة رأسه ، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره ، يقول الله تعالى : وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم [ محمد : 15 ] . وقال تعالى وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه [ الكهف : 29 ] . .

وأخرج ابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن كعب بن مالك - رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أحسب - في قوله تعالى : سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص [ إبراهيم : 21 ] . قال : يقول أهل النار : هلموا فلنصبر ، فيصبرون خمسمائة عام ، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم ، قالوا : هلموا فلنجزع ، فيبكون خمسمائة عام ، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص [ إبراهيم : 21 ] .

وأخرج الترمذي ، والنسائي ، والحاكم ، وابن حبان ، وغيرهم ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة [ إبراهيم : 24 ] . قال : هي النخلة . ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة قال : هي الحنظل .

[ ص: 514 ] وأخرج أحمد ، وابن مردويه - بسند جيد - عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : كشجرة طيبة قال : هي التي لا ينقص ورقها ، هي النخلة .

وأخرج الأئمة الستة ، عن البراء بن عازب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فذلك قوله : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة [ إبراهيم : 27 ] . .

[ ص: 515 ] وأخرج مسلم ، عن ثوبان ، قال : جاء حبر من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أين تكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هم في الظلمة دون الجسر .

وأخرج مسلم ، والترمذي ، وابن ماجه ، وغيرهم ، عن عائشة ، قالت : أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : يوم تبدل الأرض غير الأرض [ إبراهيم : 48 ] . قلت : أين الناس يومئذ ؟ قال : على الصراط .

وأخرج الطبراني في الأوسط ، والبزار ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله : يوم تبدل الأرض غير الأرض قال : أرض بيضاء كأنها فضة ، لم يسفك فيها دم حرام ، ولم يعمل فيها خطيئة .

التالي السابق


الخدمات العلمية