الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عذل ]

                                                          عذل : العذل : اللوم ، والعذل مثله ، عذله يعذله عذلا وعذله فاعتذل وتعذل : لامه فقبل منه وأعتب ، والاسم العذل وهم العذلة والعذال والعذل والعواذل من النساء : جمع العاذلة ، ويجوز العاذلات ، ابن الأعرابي : العذل : الإحرا‌ق ، فكأن اللائم يحرق بعذله قلب المعذول ، وأنشد الأصمعي :


                                                          لوامة لامت بلوم شهب

                                                          .

                                                          وقال : الشهب أراد الشهاب كأن لومها يحرقه ، ورجل عذال وامرأة عذالة : كثيرة العذل ، قال :


                                                          غدت عذالتاي فقلت : مهلا     أفي وجد بسلمى تعذلاني ؟

                                                          .

                                                          ورجل عذلة : يعذل الناس كثيرا مثل ضحكة وهزأة ، وفي المثل : أنا عذله ، وأخي خذله وكلانا ليس بابن أمه ، قال أبو الحسن : إنما ذكرت هذا للمثل وإلا فلا وجه له ; لأن فعلة مطرد في كل فعل ثلاثي ، يقول : أنا أعذل أخي وهو يخذلني ، وأيام معتذلات : شديدة الحر [ ص: 81 ] كأن بعضها يعذل بعضا فيقول اليوم منها لصاحبه : أنا أشد حرا منك ولم لا يكون حرك كحري ؟ قال ابن بري : ومعتذلات سهيل : أيام شديدات الحر تجيء قبل طلوعه أو بعده ، ويقال : معتدلات بدال غير معجمة ، أي : أنهن قد استوين في شدة الحر ، ومن رواه بالذال ، أي : أنهن يتعاذلن ويأمر بعضهن بعضا إما بشدة الحر وإما بالكف عنه ، والعاذل : اسم العرق الذي يسيل منه دم المستحاضة ، وفي بعض الحديث : تلك عاذل تغذو يعني تسيل ، وربما سمي ذلك العرق عاذرا بالراء ، وقد تقدم ، وأنث على معنى العرقة ، وجمع العاذل العرق عذل مثل شارف وشرف ، وفي حديث ابن عباس : أنه سئل عن دم الاستحاضة فقال : ذلك العاذل يغذو لتستثفر بثوب ولتصل ، وقد حمل سيبويه قولهم : استأصل الله عرقاتهم على توهم عرقة في الواحد ، وقولهم في المثل : سبق السيف العذل ، يضرب لما قد فات ، وأصل ذلك أن الحارث بن ظالم ضرب رجلا فقتله فأخبر بعذره ، فقال : سبق السيف العذل ، قال ابن السكيت : سمعت الكلابي يقول رمى فلان فأخطأ ثم اعتذل ، أي : رمى ثانية ، ورجل معذل ، أي : يعذل لإفراطه في الجود ، شدد للكثرة ، وعاذل : شعبان ، وقيل : عاذل : شوال ، وجمعه عواذل ، قال المفضل الضبي : كانت العرب تقول في الجاهلية لشعبان عاذل ، ولرمضان ناتق ، ولشوال وعل ، ولذي القعدة ورنة ، ولذي الحجة برك ، ولمحرم مؤتمر ، ولصفر ناجر ، ولربيع الأول خوان ، ولربيع الآخر وبصان ، ولجمادى الأولى رنى ، ولجمادى الآخرة حنين ، ولرجب الأصم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية