الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ( 96 ) أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون ( 97 ) أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ( 98 ) أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ( 99 ) أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون ( 100 ) )

                                                                                                                                                                                                                                      ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) يعني : المطر من السماء والنبات من الأرض . وأصل البركة : المواظبة على الشيء ، أي : تابعنا عليهم المطر والنبات ورفعنا عنهم القحط والجدب ، ( ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) من الأعمال الخبيثة .

                                                                                                                                                                                                                                      ( أفأمن أهل القرى ) الذين كفروا وكذبوا ، يعني : أهل مكة وما حولها ، ( أن يأتيهم بأسنا ) عذابنا ، ( بياتا ) ليلا ( وهم نائمون )

                                                                                                                                                                                                                                      ( أوأمن ) قرأ أهل الحجاز والشام : " أو أمن " بسكون الواو ، والباقون بفتحها ، ( أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى ) أي : نهارا ، والضحى : صدر النهار ، ووقت انبساط الشمس ، ( وهم يلعبون ) ساهون لاهون .

                                                                                                                                                                                                                                      ( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) ومكر الله استدراجه إياهم بما أنعم عليهم في دنياهم . وقال عطية : يعني أخذه وعذابه .

                                                                                                                                                                                                                                      ( أولم يهد ) قرأ قتادة ويعقوب : " نهد " بالنون على التعظيم ، والباقون بالياء على التفريد [ ص: 261 ] يعني أولم نبين ، ( للذين يرثون الأرض من بعد ) هلاك ( أهلها ) الذين كانوا فيها قبلهم ( أن لو نشاء أصبناهم ) أي : أخذناهم وعاقبناهم ، ( بذنوبهم ) كما عاقبنا من قبلهم ، ( ونطبع ) نختم ( على قلوبهم فهم لا يسمعون ) الإيمان ولا يقبلون الموعظة ، قال الزجاج : قوله ( ونطبع على ) منقطع عما قبله لأن قوله ( أصبناهم ) ماض و " نطبع " مستقبل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية