الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 516 ] الحجر .

أخرج الطبراني ، وابن مردويه ، وابن حبان ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه سئل : هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية : ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين [ الحجر : 2 ] . قال : نعم سمعته يقول : يخرج الله ناسا من المؤمنين من النار بعد ما يأخذ نقمته منهم ، لما أدخلهم النار مع المشركين قال لهم المشركون : تدعون بأنكم أولياء الله في الدنيا ، فما بالكم معنا في النار ؟ ! فإذا سمع الله ذلك منهم أذن في الشفاعة لهم ، فتشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون حتى يخرجوا بإذن الله تعالى ، فإذا رأى المشركون ذلك قالوا : يا ليتنا كنا مثلهم ، فتدركنا الشفاعة فنخرج معهم ، فذلك قول الله : ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين

[ ص: 517 ] وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري ، وجابر بن عبد الله ، وعلي .

وأخرج ابن مردويه ، عن أنس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : لكل باب منهم جزء مقسوم [ الحجر : 44 ] . قال : جزء أشركوا ، وجزء شكوا في الله تعالى ، وجزء غفلوا عن الله تعالى .

وأخرج البخاري ، والترمذي ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم .

وأخرج الطبراني في الأوسط ، عن ابن عباس ، قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أرأيت قول الله : كما أنزلنا على المقتسمين [ الحجر : 90 ] . قال : اليهود والنصارى . قال : الذين جعلوا القرآن عضين [ الحجر : 91 ] . ما عضين ؟ قال : آمنوا ببعض وكفروا ببعض .

[ ص: 518 ] وأخرج الترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون [ الحجر : 92 - 93 ] . قال : عن قول لا إله إلا الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية