الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              818 (باب في تحويل القبلة عن الشام إلى الكعبة ) .

                                                                                                                              وقال النووي: (باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة ) .

                                                                                                                              (حديث الباب ) .

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 9- 10 ج 5 المطبعة المصرية .

                                                                                                                              [عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب؛ قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا. حتى نزلت الآية التي في البقرة وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره فنزلت بعدما صلى النبي صلى الله عليه وسلم. فانطلق رجل من القوم فمر بناس من الأنصار وهم يصلون. فحدثهم فولوا وجوههم قبل البيت .] .

                                                                                                                              [ ص: 281 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 281 ] (الشرح) .

                                                                                                                              (عن البراء بن عازب ) ؛ رضي الله عنه: (قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ) .

                                                                                                                              "فيه" "لغتان مشهورتان": فتح الميم وسكون القاف، وضم الميم وفتح القاف.

                                                                                                                              ويقال فيه: "إيلياء"، "وإلياء".

                                                                                                                              وأصل "المقدس"، "والتقديس" من "التطهير".

                                                                                                                              وقد أوضحه النووي مع بيان لغاته، وتصريفه، واشتقاقه، في "تهذيب الأسماء" وهو عندي موجود.

                                                                                                                              (ستة عشر شهرا، حتى نزلت الآية التي في البقرة ) : وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره .

                                                                                                                              (فنزلت بعدما صلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فانطلق رجل من القوم فمر بناس من الأنصار، وهم يصلون، فحدثهم ) بالحديث (فولوا وجوههم قبل البيت ) .

                                                                                                                              "فيه" دليل على جواز النسخ، ووقوعه.

                                                                                                                              "وفيه" قبول خبر الواحد.

                                                                                                                              "وفيه" جواز الصلاة الواحدة إلى جهتين، وهذا هو الصحيح؛ [ ص: 282 ] لأن أهل هذا المسجد استداروا في صلاتهم، واستقبلوا الكعبة، ولم يستأنفوها.

                                                                                                                              قال الشافعية: لو تغير اجتهاده أربع مرات في الصلاة الواحدة، فصلى كل ركعة منها إلى جهة، صحت صلاته على الأصح.

                                                                                                                              "وفيه" أن النسخ لا يثبت في حق المكلف، حتى يبلغه.

                                                                                                                              وفي حديث ابن عمر: (بينما الناس في صلاة الصبح "بقباء"، إذ جاءهم آت، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة: وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها. وكانت وجوههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة ) .

                                                                                                                              قال الشافعي: سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصبح".

                                                                                                                              يعني: في حديث: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله".

                                                                                                                              وسماها الله تعالى: "الفجر" فلا أحب أن تسمى بغير هذين الاسمين.

                                                                                                                              قلت: ولكن ورد في حديث ابن عمر: (صلاة الغداة ) أيضا.




                                                                                                                              الخدمات العلمية