الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      الثانية : المقصود من علم العربية إنما هو النطق بالصواب ، وذلك حكم لفظي ، وما عداه من التقديرات وغيرها مما لا يقدح في اللفظ ليس هو بالمقصود فيها ، فمتى احتج محتج بشيء مسموع من العرب لمذهبه ، فذكر فيه تأويل ، وكان ذلك التأويل مما يطرد في جملة موارد الاستعمال ، فحينئذ لا يظهر للاختلاف فائدة لفظية ; لأن اللفظ جائز الاستعمال على الصورة والهيئة المذكورة على كل تقدير ، إما من غير تأويل كما يذهب إليه المستدل ، وإما بتأويل مطرد في الموارد كما ذكر المجيب ، فلا يظهر للاختلاف فائدة في الحكم اللفظي ، وهو المقصود من علم العربية . مثاله : إذا قلنا : { فإن في أحد جناحيه داء ، والآخر شفاء } فأوله [ ص: 251 ] مؤول بحذف حرف الجر ، وأول قولنا : " ما كل سوداء تمرة ، ولا كل بيضاء شحمة " . بحذف المضاف ، فاللفظ على الهيئة المذكورة غير خارج عن الصواب . غاية ما في الباب أن يكون الخلاف وقع في وجه جوازه . فقائل يقول : هو على حذف المضاف وإلغاء عمله ، وهو جائز . وقائل يقول : هو على تقدير العطف على عاملين وهو جائز . فالاتفاق وقع على الجواز واختلف في علته ، وذلك لا يفيد فائدة لفظية اللهم إلا إذا بين في بعض المواضع فائدة بأن يكون الجواز صحيحا بأحد الفريقين دون الآخر ، فحينئذ تظهر الفائدة المحققة المعتبرة في علم العربية ، فانظر هذا فإنه يقع في مواضع من مباحث النحويين .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية