الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ) .

                                                                                                                                                                  108 - أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الزيادي ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمدأباذي حدثنا العباس الدوري ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، حدثنا إسرائيل ، عن عبد الرحمن الأصفهاني ، عن عبد الله بن معقل ، عن كعب بن عجرة قال : في نزلت هذه الآية : ( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ) وقع القمل في رأسي فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " احلق وافده صيام ثلاثة أيام ، أو النسك ، أو أطعم ستة مساكين ، لكل مسكين صاع " .

                                                                                                                                                                  109 - أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكي ، حدثنا أبو عمرو بن مطر ، إملاء ، أخبرنا أبو خليفة ، حدثنا مسدد ، عن بشر ، حدثنا ابن عون ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال كعب بن عجرة : في أنزلت هذه الآية ، أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ادنه ، فدنوت مرتين أو ثلاثا فقال : أيؤذيك هوامك ؟ قال ابن عون وأحسبه قال : نعم ، فأمرني بصيام أو صدقة أو نسك ما تيسر ، رواه مسلم عن أبي موسى ، عن ابن أبي عدي ، [ ورواه البخاري عن أحمد بن يونس عن ابن شهاب ] ، كلاهما عن ابن عون .

                                                                                                                                                                  110 - أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله المخلدي ، أخبرنا أبو الحسن السراج ، [ ص: 31 ] أخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي ، حدثنا عاصم بن علي ، حدثنا شعبة ، أخبرني عبد الرحمن [ بن ] الأصفهاني ، سمعت عبد الله بن معقل قال : قعدت إلى كعب بن عجرة في هذا المسجد - مسجد الكوفة - فسألته عن هذه الآية : ( ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) قال : حملت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والقمل يتناثر على وجهي ، فقال : ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا ، ما تجد شاة ؟ قلت : لا فنزلت هذه الآية : ( ففدية من صيام أو صدقة أو نسك . ( قال : صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين ، لكل مسكين نصف صاع من طعام ، فنزلت في خاصة ولكم عامة . رواه البخاري عن آدم بن أبي إياس وأبي الوليد ورواه مسلم عن بندار عن غندر ، كلهم عن شعبة .

                                                                                                                                                                  111 - أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الصوفي ، أخبرنا محمد بن علي الغفاري ، أخبرنا إسحاق بن محمد [ الرسعني ] ، حدثنا جدي ، حدثنا المغيرة الصقلاني ، حدثنا عمر بن بشر المكي ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : لما نزلنا الحديبية جاء كعب بن عجرة ينتثر هوام رأسه على جبهته ، فقال يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، هذا القمل قد أكلني قال : احلق وافده . قال : فحلق كعب فنحر بقرة ، فأنزل الله عز وجل في ذلك الموقف : ( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ) الآية . قال ابن عباس : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الصيام ثلاثة أيام ، والنسك شاة ، والصدقة الفرق بين ستة مساكين ، لكل مسكين مدان " .

                                                                                                                                                                  112 - أخبرنا محمد بن محمد المنصوري ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن المهتدي ، حدثنا طاهر بن عيسى بن إسحاق التميمي ، حدثنا زهير بن عباد ، حدثنا مصعب بن ماهان ، عن سفيان الثوري ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة قال : مر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو يوقد تحت قدر له بالحديبية فقال : أيؤذيك هوام رأسك ؟ قال : نعم ، قال : احلق . فأنزلت هذه الآية : ( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) قال : فالصيام ثلاثة أيام ، والصدقة فرق بين ستة مساكين ، والنسك شاة " .

                                                                                                                                                                  [ أخبرنا عبد الله بن عباس الهروي فيما كتب إلي : أن العباس بن الفضل بن زكريا حدثهم عن أحمد بن نجدة ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا أبو عوانة ، عن عبد الرحمن بن الأصفهاني ، عن عبد الله بن معقل قال : كنا جلوسا في المسجد ، فجلس إلينا كعب بن عجرة فقال : في أنزلت هذه الآية : ( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ) قال : قلت : كيف كان شأنك ؟ قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، محرمين ، فوقع القمل في رأسي ولحيتي وشاربي حتى وقع في حاجبي ، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا ، ادعوا الحالق ، فجاء الحالق فحلق رأسي ، فقال : هل تجد نسيكة ؟ قلت : لا ، وهي شاة ، قال : فصم ثلاثة أيام أو أطعم ثلاثة آصع بين ستة مساكين . قال : فأنزلت في خاصة ، وهي للناس عامة ] .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية