الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم ؛ موضع " ما " ؛ رفع؛ المعنى : " الله يفتيكم فيهن؛ وما يتلى عليكم في الكتاب أيضا يفتيكم فيهن " ؛ ويجوز أن يكون " ما " ؛ في موضع جر؛ وهو بعيد جدا؛ لأن الظاهر لا يعطف على المضمر؛ فلذلك اختير الرفع؛ ولأن معنى الرفع أيضا أبين؛ لأن ما يتلى في الكتاب هو الذي بين ما سألوا؛ فالمعنى : " قل الله يفتيكم فيهن؛ وكتابه يفتيكم فيهن " ؛ وقوله : وترغبون أن تنكحوهن ؛ [ ص: 115 ] المعنى : " وترغبون عن أن تنكحوهن " ؛ وقوله : والمستضعفين من الولدان ؛ يعني اليتامى؛ وموضع " المستضعفين " : جر؛ عطف على قوله : وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء ؛ المعنى : وفي المستضعفين من الولدان؛ والذي يفتيهم من القرآن قوله - عز وجل - : وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ؛ والذي تلي عليهم في التزويج هو قوله : فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ؛ فالمعنى : قل الله يفتيكم فيهن؛ وهذه الأشياء التي في الكتاب يفتيكم فيهن؛ وقوله : وأن تقوموا لليتامى بالقسط ؛ " أن " ؛ في موضع جر؛ المعنى : وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء وفي أن تقوموا لليتامى بالقسط.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية