ولما كان صلى الله عليه وسلم أطول الأنبياء عمرا، وكان
[ ص: 430 ] قد طال نصحه لهم وبلاؤه بهم، نبه على ذلك بقوله مستأنفا:
nindex.php?page=treesubj&link=31827_32022_34513_29042nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=5قال مناديا لمن أرسله لأنه تحقق أن لا قريب منه غيره، وأسقط أداة النداء كما هي عادة أهل القرب فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=5رب ولما كانت العادة جارية بأن التكرار لا بد أن يؤثر ولو قليلا، فكانت مخالفتهم لذلك مما هو أهل لأن يشك فيه، قال مؤكدا إظهارا لتحسره وحرقته عليه الصلاة والسلام منهم في تماديهم في إصرارهم على التكذيب شكاية لحاله إلى الله تعالى واستنصارا به واستمطارا للتنبيه على ما يفعل به بذله الجهد وتنبيها لمن يقص به عليهم هذا وإن كان المخاطب سبحانه عالما بالسر وأخفى:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=5إني دعوت أي أوقعت الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=5قومي أي الذين هم جديرون بإجابتي لمعرفتهم بي وقربهم من وفيهم قوة المحاولة لما يريدون.
ولما كان قد عم جميع الأوقات بالدعاء قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=5ليلا ونهارا فعبر بهذا عن المداومة.
وَلَمَّا كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْوَلَ الْأَنْبِيَاءِ عُمْرًا، وَكَانَ
[ ص: 430 ] قَدْ طَالَ نُصْحُهُ لَهُمْ وَبَلَاؤُهُ بِهِمْ، نَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ مُسْتَأْنِفًا:
nindex.php?page=treesubj&link=31827_32022_34513_29042nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=5قَالَ مُنَادِيًا لِمَنْ أَرْسَلَهُ لِأَنَّهُ تَحَقَّقَ أَنْ لَا قَرِيبَ مِنْهُ غَيْرُهُ، وَأَسْقَطَ أَدَاةَ النِّدَاءِ كَمَا هِيَ عَادَةُ أَهْلِ الْقُرْبِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=5رَبِّ وَلَمَّا كَانَتِ الْعَادَةُ جَارِيَةً بِأَنَّ التَّكْرَارَ لَا بُدَّ أَنْ يُؤَثِّرَ وَلَوْ قَلِيلًا، فَكَانَتْ مُخَالَفَتُهُمْ لِذَلِكَ مِمَّا هُوَ أَهْلٌ لِأَنْ يَشُكَّ فِيهِ، قَالَ مُؤَكِّدًا إِظْهَارًا لِتَحَسُّرِهِ وَحُرْقَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْهُمْ فِي تَمَادِيهِمْ فِي إِصْرَارِهِمْ عَلَى التَّكْذِيبِ شِكَايَةً لِحَالِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتِنْصَارًا بِهِ وَاسْتِمْطَارًا لِلتَّنْبِيهِ عَلَى مَا يَفْعَلُ بِهِ بَذْلُهُ الْجُهْدَ وَتَنْبِيهًا لِمَنْ يَقُصُّ بِهِ عَلَيْهِمْ هَذَا وَإِنْ كَانَ الْمُخَاطَبُ سُبْحَانَهُ عَالِمًا بِالسِّرِّ وَأَخْفَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=5إِنِّي دَعَوْتُ أَيْ أَوْقَعْتُ الدُّعَاءَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=5قَوْمِي أَيِ الَّذِينَ هُمْ جَدِيرُونَ بِإِجَابَتِي لِمَعْرِفَتِهِمْ بِي وَقُرْبِهِمْ مِنْ وَفِيهِمْ قُوَّةُ الْمُحَاوَلَةِ لِمَا يُرِيدُونَ.
وَلَمَّا كَانَ قَدْ عَمَّ جَمِيعُ الْأَوْقَاتِ بِالدُّعَاءِ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=5لَيْلا وَنَهَارًا فَعَبَّرَ بِهَذَا عَنِ الْمُدَاوَمَةِ.