ولما ذكر دعاءه في جميع الأوقات مع إعراضهم، وكان هذا مؤيسا وموجبا للإقلاع عن الدعاء، وإن وجد الدعاء بعده في غاية البعد منه على إيجاده مع الاستغراق به لجميع الحالات كما استغرق جميع الأوقات، فعبر بأداة التراخي للدلالة على تباعد الأحوال فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=32022_33953_29042nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=8ثم وأكد لنحو ما مضى من أن تجرد إقبالهم على دعائهم بعد ذلك لا يكاد يصدق فضلا عن الإكثار منه فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=8إني دعوتهم [ أي -] إلى الإيمان ومنابذة الشيطان.
ولما كان الجهر أحد نوعي الدعاء، نصبه [ به -] نصب المصدر فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=8جهارا أي مكاشفة في فخامة الصوت والتعميم لجماعتهم جليلهم وحقيرهم والإخلاص في ذلك والمداومة [ له -] حتى كاد بصري يكل من شدة التحديث إليهم والإقبال عليهم من غير احتجاب عنهم ولا ارتقاب منهم بل مباغتة، وكررت ذلك عليهم حتى أخرجت [ ما عندهم -] من الجواب، ولم أكف عند سد آذانهم واستغشائهم ثيابهم.
وَلَمَّا ذَكَرَ دُعَاءَهُ فِي جَمِيعِ الْأَوْقَاتِ مَعَ إِعْرَاضِهِمْ، وَكَانَ هَذَا مُؤْيِسًا وَمُوجِبًا لِلْإِقْلَاعِ عَنِ الدُّعَاءِ، وَإِنْ وُجِدَ الدُّعَاءُ بَعْدَهُ فِي غَايَةِ الْبُعْدِ مِنْهُ عَلَى إِيجَادِهِ مَعَ الِاسْتِغْرَاقِ بِهِ لِجَمِيعِ الْحَالَاتِ كَمَا اسْتَغْرَقَ جَمِيعَ الْأَوْقَاتِ، فَعَبَّرَ بِأَدَاةِ التَّرَاخِي لِلدَّلَالَةِ عَلَى تَبَاعُدِ الْأَحْوَالِ فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=32022_33953_29042nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=8ثُمَّ وَأَكَّدَ لِنَحْوِ مَا مَضَى مِنْ أَنَّ تَجَرُّدَ إِقْبَالِهِمْ عَلَى دُعَائِهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَكَادُ يُصَدَّقُ فَضْلًا عَنِ الْإِكْثَارِ مِنْهُ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=8إِنِّي دَعَوْتُهُمْ [ أَيْ -] إِلَى الْإِيمَانِ وَمُنَابَذَةِ الشَّيْطَانِ.
وَلَمَّا كَانَ الْجَهْرُ أَحَدَ نَوْعَيِ الدُّعَاءِ، نَصَبَهُ [ بِهِ -] نَصْبَ الْمَصْدَرِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=8جِهَارًا أَيْ مُكَاشَفَةً فِي فَخَامَةِ الصَّوْتِ وَالتَّعْمِيمِ لِجَمَاعَتِهِمْ جَلِيلِهِمْ وَحَقِيرِهِمْ وَالْإِخْلَاصِ فِي ذَلِكَ وَالْمُدَاوَمَةِ [ لَهُ -] حَتَّى كَادَ بَصَرِي يَكِلُّ مِنْ شِدَّةِ التَّحْدِيثِ إِلَيْهِمْ وَالْإِقْبَالِ عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِ احْتِجَابٍ عَنْهُمْ وَلَا ارْتِقَابٍ مِنْهُمْ بَلْ مُبَاغَتَةً، وَكَرَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ حَتَّى أَخْرَجْتُ [ مَا عِنْدَهُمْ -] مِنَ الْجَوَابِ، وَلَمْ أَكُفَّ عِنْدَ سَدِّ آذَانِهِمْ وَاسْتِغْشَائِهِمْ ثِيَابَهُمْ.