ولما أخبر بأنه بالغ في الدعوة إلى حد لا مزيد عليه، فلم يدع من الأوقات ولا من الأحوال شيئا، سبب عنه بيان ما قال في دعوته وهو التسبب في السعادة كلها بدفع المضار وجلب المسار، فقال مقدما لطلب الغفران بالتوبة عن الكفر ليظهروا فيكونوا قابلين للتحلية بالمحاسن الدينية بعد التخلية عن الأخلاق الدنية:
nindex.php?page=treesubj&link=20011_28723_29694_32022_33953_34298_34513_29042nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=10فقلت أي في دعائي لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=10استغفروا ربكم أي اطلبوا من المحسن إليكم، المبدع لكم، المدبر لأموركم، أن يمحو ذنوبكم أعيانها وآثارها، بالرجوع عن عبادة غيره إلى الإخلاص في عبادته.
ولما ذكر أنه استعطفهم أولا ببيان أن رجوعهم ممكن، لئلا يقولوا: إنا قد بالغنا في المعاصي فلا نقبل، وأعلمهم أن الاستغفار باب الدخول إلى طاعة الجبار، أكد ذلك الاستعطاف بقوله معللا للأمر ولجوابه بنحو: يغفر لكم، مؤكدا لأجل توقفهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=10إنه كان أي أزلا وأبدا ودائما سرمدا
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=10غفارا أي متصفا بصفة
[ ص: 438 ] الستر على من رجع إليه على أبلغ الوجوه وأعلاها، وإذا وقع الغفران دفع المضار كلها.
وَلَمَّا أَخْبَرَ بِأَنَّهُ بَالِغٌ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى حَدٍّ لَا مَزِيدَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَدَعْ مِنَ الْأَوْقَاتِ وَلَا مِنَ الْأَحْوَالِ شَيْئًا، سَبَّبَ عَنْهُ بَيَانُ مَا قَالَ فِي دَعْوَتِهِ وَهُوَ التَّسَبُّبُ فِي السَّعَادَةِ كُلِّهَا بِدَفْعِ الْمَضَارِّ وَجَلْبِ الْمَسَارِّ، فَقَالَ مُقَدِّمًا لِطَلَبِ الْغُفْرَانِ بِالتَّوْبَةِ عَنِ الْكُفْرِ لِيَظْهَرُوا فَيَكُونُوا قَابِلِينَ لِلتَّحْلِيَةِ بِالْمَحَاسِنِ الدِّينِيَّةِ بَعْدَ التَّخْلِيَةِ عَنِ الْأَخْلَاقِ الدَّنِيَّةِ:
nindex.php?page=treesubj&link=20011_28723_29694_32022_33953_34298_34513_29042nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=10فَقُلْتُ أَيْ فِي دُعَائِي لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=10اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ أَيِ اطْلُبُوا مِنَ الْمُحْسِنِ إِلَيْكُمُ، الْمُبْدِعِ لَكُمُ، الْمُدَبِّرِ لِأُمُورِكُمْ، أَنْ يَمْحُوَ ذُنُوبَكُمْ أَعْيَانَهَا وَآثَارَهَا، بِالرُّجُوعِ عَنْ عِبَادَةِ غَيْرِهِ إِلَى الْإِخْلَاصِ فِي عِبَادَتِهِ.
وَلَمَّا ذَكَرَ أَنَّهُ اسْتَعْطَفَهُمْ أَوَّلًا بِبَيَانِ أَنَّ رُجُوعَهُمْ مُمْكِنٌ، لِئَلَّا يَقُولُوا: إِنَّا قَدْ بَالَغْنَا فِي الْمَعَاصِي فَلَا نُقْبَلُ، وَأَعْلَمَهُمْ أَنَّ الِاسْتِغْفَارَ بَابُ الدُّخُولِ إِلَى طَاعَةِ الْجَبَّارِ، أَكَّدَ ذَلِكَ الِاسْتِعْطَافَ بِقَوْلِهِ مُعَلِّلًا لِلْأَمْرِ وَلِجَوَابِهِ بِنَحْوِ: يَغْفِرُ لَكُمْ، مُؤَكِّدًا لِأَجْلِ تَوَقُّفِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=10إِنَّهُ كَانَ أَيْ أَزَلًا وَأَبَدًا وَدَائِمًا سَرْمَدًا
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=10غَفَّارًا أَيْ مُتَّصِفًا بِصِفَةِ
[ ص: 438 ] السَّتْرِ عَلَى مَنْ رَجَعَ إِلَيْهِ عَلَى أَبْلَغِ الْوُجُوهِ وَأَعْلَاهَا، وَإِذَا وَقَعَ الْغُفْرَانُ دَفْعَ الْمَضَارِّ كُلِّهَا.