الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 236 ] ذكر الاستحباب للمرء أن ترى عليه أثر نعمة الله وإن كانت تلك النعمة في رأي العين قليلة ؛ إذ القليل من نعم الله كثير

                                                                                                                          5418 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أنمار قال : فبينما أنا نازل تحت شجرة إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فقلت : يا رسول الله هلم إلى الظل قال : فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جابر : فقمت إلى غرارة لنا فالتمست فيها ، فوجدت فيها جرو قثاء فكسرته ، ثم قربته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أين لكم هذا ؟ فقلت : خرجنا به يا رسول الله من المدينة قال : جابر : وعندنا صاحب لنا نجهزه ليذهب يرعى ظهرنا قال : فجهزته ثم أدبر يذهب في الظهر وعليه بردان له قد خلقا قال : فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أما له ثوبان غير هذين ؟ قال : فقلت : يا رسول الله له ثوبان في العيبة كسوته إياهما قال : فادعه فمره فليلبسهما ، قال : فدعوته فلبسهما ، ثم ولى يذهب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما له ضرب الله عنقه ، أليس هذا خيرا ؟ فسمعه الرجل ، فقال : يا رسول الله في سبيل الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : في سبيل الله ، فقتل الرجل في سبيل [ ص: 237 ] الله .

                                                                                                                          قال أبو حاتم رحمه الله : هكذا كانت نية المصطفى صلى الله عليه وسلم في البداية .

                                                                                                                          وزيد بن أسلم سمع جابر بن عبد الله ؛ لأن جابرا مات سنة [ ص: 238 ] تسع وسبعين ، ومات أسلم مولى عمر في إمارة معاوية سنة بضع وخمسين ، وصلى عليه مروان بن الحكم ، وكان على المدينة إذ ذاك ، فهذا يدلك على أنه سمع جابرا ، وهو كبير ، ومات زيد بن أسلم سنة ست وثلاثين ومائة ، وقد عمر .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية