الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: ومنهم من يلمزك في الصدقات الآية ، فيه قولان: أحدهما: أنه ثعلبة بن حاطب كان يقول: إنما يعطي محمد من يشاء ويتكلم بالنفاق فإن أعطي رضي وإن منع سخط ، فنزلت فيه الآية.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: ما روى الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسما إذ جاءه الخويصرة التميمي فقال: اعدل يا رسول الله ، فقال: (ويلك ومن يعدل إن لم أعدل ؟ فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه ، فقال دعه ). فأنزل الله تعالى: ومنهم من يلمزك في الصدقات الآية. وفي معنى يلمزك ثلاثة أوجه: [ ص: 374 ] أحدها: يروزك ويسألك ، قاله مجاهد . والثاني: يغتابك ، قاله ابن قتيبة . والثالث: يعيبك ، قال رؤبة:


                                                                                                                                                                                                                                        قاربت بين عنقي وحجزي في ظل عصري باطلي ولمزي

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية