الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء أن حذف السلام سنة

                                                                                                          297 حدثنا علي بن حجر أخبرنا عبد الله بن المبارك وهقل بن زياد عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال حذف السلام سنة قال علي بن حجر قال عبد الله بن المبارك يعني أن لا يمده مدا قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وهو الذي يستحبه أهل العلم وروي عن إبراهيم النخعي أنه قال التكبير جزم والسلام جزم وهقل يقال كان كاتب الأوزاعي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء أن حذف السلام سنة ) قال ابن الأثير : حذف السلام هو تخفيفه وترك الإطالة فيه ، يدل عليه حديث النخعي التكبير جزم والسلام جزم ، فإنه إذا جزم السلام وقطعه فقد خففه وحذفه ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( والهقل بن زياد ) بكسر أوله وسكون القاف ثم لام ، قيل هو لقب ، واسمه محمد أو عبد الله ، وكان كاتب الأوزاعي ، ثقة كذا في التقريب .

                                                                                                          قوله : ( حذف السلام ) بفتح الحاء المهملة وسكون الذال المعجمة بعدها فاء هو ما نقل الترمذي عن ابن المبارك ، أي تمده مدا يعني يترك الإطالة في لفظه ويسرع فيه . وقال ابن سيد الناس : قال العلماء يستحب أن يدرج لفظ السلام ولا يمده مدا ، لا أعلم في ذلك خلافا بين العلماء ، انتهى ( سنة ) قال ابن سيد الناس : وهذا مما يدخل في المسند عند أهل الحديث أو أكثرهم وفيه خلاف عند الأصوليين معروف ، انتهى . ( وقال ابن المبارك يعني أن لا تمده مدا ) وقد أسند الحاكم عن أبي عبد الله أنه سئل عن حذف السلام فقال لا يمد ، كذا في المقاصد الحسنة للسخاوي .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أبو داود وابن خزيمة والحاكم . قال الحافظ في [ ص: 165 ] التلخيص : وقال الدارقطني في العلل : الصواب موقوف وهو من رواية قرة بن عبد الرحمن وهو ضعيف اختلف فيه ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( التكبير جزم والسلام جزم ) أي لا يمدان ولا يعرب أواخر حروفهما بل يسكن ، فيقال الله أكبر ، السلام عليكم ورحمة الله ، والجزم : القطع ، منه سمي جزم الإعراب ، وهو السكون كذا في النهاية لابن الأثير الجزري وقال الحافظ في التلخيص ، صفحة 84 : حذف السلام الإسراع به وهو المراد بقوله جزم ، وأما ابن الأثير في النهاية فقال : معناه أن التكبير والسلام لا يمدان ولا يعرب التكبير بل يسكن آخره ، وتبعه المحب الطبري وهو مقتضى كلام الرافعي في الاستدلال به على أن التكبير جزم لا يمد . قال الحافظ : وفيه نظر لأن استعمال لفظ الجزم في مقابل الإعراب اصطلاح حادث لأهل العربية ، فكيف يحمل عليه الألفاظ النبوية ، انتهى ما في التلخيص .

                                                                                                          تنبيه : قال الرافعي في شرح الوجيز : روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : التكبير جزم والسلام جزم . قال الحافظ في التلخيص : لا أصل له بهذا اللفظ ، وإنما هو قول إبراهيم النخعي حكاه الترمذي عنه ، انتهى . وقال السخاوي في المقاصد الحسنة : حديث التكبير جزم لا أصل له في المرفوع مع وقوعه في كتاب الرافعي وإنما هو من قول إبراهيم النخعي حكاه الترمذي في جامعه ، ومن جهته رواه سعيد بن منصور في سننه بزيادة : والقراءة جزم والأذان جزم ، وفي لفظ عنه كانوا يجزمون التكبير ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية