الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1261 ( باب من انتظر حتى يدفن )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان ثواب من انتظر الميت أي لم يفارقه حتى يدفن ، يعني إلى أن يدفن ، وإنما لم يذكر جواب الشرط اكتفاء بما ذكر في الحديث ، وقيل : إنما لم يذكر توقفا عن إثبات الاستحقاق بمجرد الانتظار إن خلا عن الاتباع ، ( فإن قلت ) : لفظ الحديث ( من شهد الجنازة ) فلم عدل عنه إلى لفظ الانتظار ؟ ( قلت ) : قيل : لينبه على أن المقصود من الشهود إنما هو معاضدة أهل الميت والتصدي لمعونتهم ، وذلك من المقاصد المعتبرة ، وقال بعضهم : اختار لفظ الانتظار لكونه أعم من المشاهدة انتهى . وفي كل واحد منهما نظر ، أما الأول : فلأنه إذا عاضد أهل الميت وتصدى لمعونتهم ولم يصل لا يستحق القيراط الموعود به ، وكذلك إذا صلى ولم يحضر الدفن لا يستحق القيراطين الموعود بهما ، وإنما يستحق قيراطا واحدا فعلم من ذلك أن المقصود من الشهود ليس مجرد الشهود لأجل ما ذكره ، وأما الثاني فلا نسلم أن الانتظار أعم من المشاهدة لأنه ليس بين مفهوميهما عموم وخصوص ، والصواب أن يقال : إنما اختار لفظ الانتظار إشارة إلى ما ورد في بعض طرقه بلفظ الانتظار في رواية البزار رحمه الله تعالى ( فإن انتظرها حتى تدفن فله قيراط ) رواه ابن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية