الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عزر ]

                                                          عزر : العزر : اللوم . وعزره يعزره عزرا وعزره : رده . والعزر والتعزير : ضرب دون الحد ; لمنعه الجاني من المعاودة وردعه عن المعصية ، قال :


                                                          وليس بتعزير الأمير خزاية علي إذا ما كنت غير مريب

                                                          ، وقيل : هو أشد الضرب . وعزره : ضربه ذلك الضرب . والعزر : المنع . والعزر : التوقيف على باب الدين . قال الأزهري : وحديث سعد يدل على أن التعزير هو التوقيف على الدين ; لأنه قال : لقد رأيتني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما لنا طعام إلا الحبلة وورق السمر ، ثم أصبحت بنو سعد تعزرني على الإسلام ، لقد ضللت إذا وخاب عملي . تعزرني على الإسلام ، أي توقفني عليه ، وقيل : توبخني على التقصير فيه . والتعزير : التوقيف على الفرائض والأحكام . وأصل التعزير : التأديب ; ولهذا يسمى الضرب دون الحد تعزيرا ، إنما هو أدب . يقال : عزرته وعزرته ، فهو من الأضداد ، وعزره : فخمه وعظمه ، فهو نحو الضد . والعزر : النصر بالسيف . وعزره عزرا وعزره : أعانه وقواه ونصره . قال الله تعالى : وتعزروه وتوقروه وقال الله تعالى : وعزرتموهم جاء في التفسير : أي لتنصروه بالسيف ، ومن نصر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد نصر الله عز وجل . وعزرتموهم : عظمتموهم ، وقيل : نصرتموهم ، قال إبراهيم بن السري : وهذا هو الحق ، والله تعالى أعلم ، وذلك أن العزر في اللغة : الرد والمنع ، وتأويل عزرت فلانا أي أدبته ، إنما تأويله فعلت به ما يردعه عن القبيح ، كما أن نكلت به تأويله : فعلت به ما يجب أن ينكل معه عن المعاودة ، فتأويل عزرتموهم : نصرتموهم ، بأن تردوا عنهم أعداءهم ، ولو كان التعزير هو التوقير لكان الأجود في اللغة الاستغناء به ، والنصرة إذا وجبت فالتعظيم داخل فيها ; لأن نصرة الأنبياء هي المدافعة عنهم والذب عن دينهم وتعظيمهم وتوقيرهم ، قال : ويجوز تعزروه من عزرته عزرا ، بمعنى عزرته تعزيرا . والتعزير في كلام العرب : التوقير ، والتعزير : النصر باللسان والسيف . وفي حديث المبعث : قال ورقة بن نوفل : إن بعث وأنا حي فسأعزره وأنصره ، التعزير هاهنا : الإعانة والتوقير والنصر مرة بعد مرة ، وأصل التعزير : المنع والرد ، فكأن من نصرته قد رددت عنه أعداءه ومنعتهم من أذاه ; ولهذا قيل للتأديب الذي هو دون الحد : تعزير ; لأنه يمنع الجاني أن يعاود الذنب . وعزر المرأة عزرا : نكحها . وعزره عن الشيء : منعه . والعزر والعزير : ثمن الكلإ إذا حصد وبيعت مزارعه سوادية ، والجمع العزائر ، يقولون : هل أخذت عزير هذا الحصيد ؟ أي هل أخذت ثمن مراعيها ; لأنهم إذا حصدوا باعوا مراعيها .

                                                          والعزائر والعيازر : دون العضاه وفوق الدق ، كالثمام والصفراء والسخبر ، وقيل : أصول ما يرعونه من سر الكلإ كالعرفج ، والثمام ، والضعة ، والوشيج ، والسخبر ، والطريفة ، والسبط ، وهو سر ما يرعونه . والعيزار : الصلب الشديد من كل شيء - عن ابن الأعرابي . ومحالة عيزارة : شديدة الأسر ، وقد عيزرها صاحبها ، وأنشد :


                                                          فابتغ ذات عجل عيازرا     صرافة الصوت دموكا عاقرا

                                                          والعزور : السيئ الخلق . والعيزار : الغلام الخفيف الروح النشيط ، وهو اللقن الثقف اللقف ، وهو الريشة والمماحل والمماني . والعيزار والعيزارية : ضرب من أقداح الزجاج . والعيازر : العيدان - عن ابن الأعرابي . والعيزار : ضرب من الشجر ، الواحدة عيزارة . والعوزر : نصي الجبل ، عن أبي حنيفة . وعازر وعزرة وعيزار وعيزارة وعزران : أسماء . والكركي يكنى أبا العيزار ، قال الجوهري : وأبو العيزار كنية طائر طويل العنق تراه أبدا في الماء الضحضاح ، يسمى السبيطر . وعزرت الحمار : أوقرته . وعزير : اسم نبي . وعزير : اسم ينصرف لخفته ، وإن كان أعجميا مثل نوح ولوط ; لأنه تصغير عزر .

                                                          ابن الأعرابي : هي العزورة والحزورة والسروعة والقائدة : للأكمة . وفي الحديث ذكر " عزور " بفتح العين وسكون الزاي وفتح الواو ، ثنية الجحفة ، وعليها الطريق من المدينة إلى مكة ، ويقال فيه عزورا .

                                                          [ ص: 134 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية