الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 653 ) فصل : فإن شك في أثناء الصلاة ، هل نوى أو لا ؟ أو شك في تكبيرة الإحرام ، استأنفها ; لأن الأصل عدم ما شك فيه ; فإن ذكر أنه كان قد نوى أو كبر قبل قطعها ، أو أخذ في عمل ، فله البناء ; لأنه لم يوجد مبطل لها . وإن عمل فيها عملا مع الشك ، فقال القاضي : تبطل .

                                                                                                                                            وهذا مذهب الشافعي ; لأن هذا العمل عري عن النية وحكمها ، فإن استصحاب حكمها مع الشك لا يوجد . وقال ابن حامد : لا تبطل ، ويبني أيضا ; لأن الشك لا يزيل حكم النية ، بدليل ما لو لم يحدث عملا ، فإنه يبني ، ولو زال حكم النية لبطلت الصلاة ، كما لو نوى قطعها . وإن شك هل نوى فرضا أو نفلا ؟ أتمها نفلا ، إلا أن يذكر أنه نوى الفرض قبل أن يحدث عملا . وإن ذكر ذلك بعد إحداث عمل ، خرج فيه الوجهان المذكوران في التي قبلها .

                                                                                                                                            فإن شك ، هل أحرم بظهر أو عصر ؟ فحكمه حكم ما لو شك ; في النية ; لأن التعيين شرط ، وقد زال بالشك . ويحتمل أن يتمها نفلا ، كما لو أحرم بفرض ، فبان أنه قبل وقته .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية