الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3212 [ ص: 447 ] 21 - باب: قول الله تعالى: واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا [مريم: 51 - 52] كلمه ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا [مريم: 51 - 53] يقال للواحد وللاثنين والجميع: نجي، ويقال: خلصوا نجيا [يوسف: 80]: اعتزلوا نجيا، والجميع أنجية يتناجون.

                                                                                                                                                                                                                              3392 - حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، سمعت عروة قال: قالت عائشة - رضي الله عنها: فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خديجة يرجف فؤاده، فانطلقت به إلى ورقة بن نوفل، وكان رجلا تنصر يقرأ الإنجيل بالعربية. فقال ورقة: ماذا ترى؟ فأخبره. فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى، وإن أدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا. الناموس: صاحب السر الذي يطلعه بما يستره عن غيره. [انظر: 3 - مسلم: 160 - فتح: 6 \ 422]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث عروة قال: قالت عائشة - رضي الله عنها -: (فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خديجة ترجف بوادره) وقد سلف أول الكتاب.

                                                                                                                                                                                                                              و مخلصا قرئ بفتح اللام. أي: أخلصناه مختارا خالصا من الدنس، وبكسر اللام أي وحد الله بطاعته وأخلص نفسه من الدنس.

                                                                                                                                                                                                                              ومعنى وقربناه نجيا قال ابن عباس: أدنيناه حتى سمع صريف الأقلام.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 448 ] وقوله: (النجي..) إلى آخره، كذا قال ابن عرفة. وقال غيره: نجي جمع أنجية. وقيل: نجي جمع ناج مثل غاز وغزي.

                                                                                                                                                                                                                              والناموس صاحب سر الرجل. وقال أبو عبيد: هو جبريل - عليه السلام - وسمي بذلك; لأن الله خصه بالوحي والغيب الذي لا يطلع عليه غيره، وأصله من نمس ينمس نمسا، ونامسته منامسة إذا سررته.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية