الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ) .

                                                                                                                                                                                                                                            قوله تعالى : ( من شر الوسواس الخناس ) الوسواس اسم بمعنى الوسوسة ، كالزلزال بمعنى الزلزلة ، وأما المصدر فوسواس بالكسر كزلزال والمراد به الشيطان سمي بالمصدر ، كأنه وسوسة في نفسه ؛ لأنها صنعته وشغله الذي هو عاكف عليه ، نظيره قوله : ( إنه عمل غير صالح ) [ هود : 46 ] والمراد ذو الوسواس ، وتحقيق الكلام في الوسوسة قد تقدم في قوله : ( فوسوس لهما الشيطان ) [ الأعراف : 20 ] وأما الخناس فهو الذي عادته أن يخنس منسوب إلى الخنوس وهو التأخر كالعواج والنفاثات ، عن سعيد بن جبير إذا ذكر الإنسان ربه خنس الشيطان وولى ، فإذا غفل وسوس إليه .

                                                                                                                                                                                                                                            قوله تعالى : ( الذي يوسوس في صدور الناس ) .

                                                                                                                                                                                                                                            اعلم أن قوله : ( الذي يوسوس ) يجوز في محله الحركات الثلاث فالجر على الصفة والرفع والنصب على الشتم ، ويحسن أن يقف القارئ على الخناس ، ويبتدئ : الذي يوسوس ، على أحد هذين الوجهين .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية