الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عسقل ]

                                                          عسقل : العسقلة : مكان فيه صلابة وحجارة بيض . والعسقل والعسقول والعسقولة ، كله : ضرب من الكمأة بيض تشبه في لونها بتلك الحجارة ، وقيل : هي الكمأة التي بين البياض والحمرة ، وقيل : هو أكبر من الفقع وأشد بياضا واسترخاء ، وقال الأصمعي : هي العساقيل ، قال : وأنشد أبو زيد :


                                                          ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا ولقد نهيتك عن بنات الأوبر

                                                          الأزهري : القعبل الفطر وهو العسقل . والعسقل والعسقلة والعسقول ، كله : تلمع السراب وتريعه ، وقيل : عساقيل السراب قطعه لا واحد لها ، قال كعب بن زهير :


                                                          عيرانة كأتان الضحل ناجية     إذا ترقص بالقور العساقيل

                                                          قال ابن بري : الذي في شعر كعب بن زهير :

                                                          كأن أوب ذراعيها إذا عرقت     وقد تلفع بالقور العساقيل

                                                          ، والقور : الربى ، أي قد تغشاها السراب وغطاها ، قال : وهذا من المقلوب ; لأن القور هي التي تلفعت بالعساقيل ، وعساقل : جمع عسقلة ، وعساقيل : جمع عسقول ، وقال ابن سيده : أراد : وقد تلفعت القور بالعساقيل ، فقلب ، وقيل : العساقيل والعساقل : السراب ، جعلا اسما لواحد كما قالوا : حضاجر . قال الأزهري : وقطع السراب عساقل ، قال رؤبة :


                                                          جرد منها جددا عساقلا     تجريدك المصقولة السلائلا

                                                          يعني المسحل جرد أتنا أنسلت شعرها فخرجت جددا بيضا كأنها عساقل السراب . ويقال : ضرب عسقلانه ، وهو أعلى رأسه . الجوهري : العساقيل ضرب من الكمأة وهي الكمأة الكبار البيض ، يقال لها : شحمة الأرض ، وأنشد الجوهري :


                                                          وأغبر فل منيف الربى     عليه العساقيل مثل الشحم

                                                          ، ويقال في الواحد عسقلة وعسقول ، قال الراجز :

                                                          عساقل وجبأ فيها قضض

                                                          وعسقلان : مدينة ، وهي عروس الشام . وعسقلان : سوق تحجه النصارى في كل سنة ، أنشد ثعلب :


                                                          كأن الوحوش به عسقلا ن     صادف في قرن حج ديافا

                                                          ، شبه ذلك المكان لكثرة الوحوش بسوق عسقلان . وقال الأزهري : عسقلان من أجناد الشام .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية