الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 315 ] ولما ذكر - سبحانه وتعالى - بعض ما يصدر منهم من التناقضات؛ وهم غير محتشمين؛ ولا هائبين؛ قال - معلما بشأنهم؛ معلما لما يصنع بهم -: أولئك ؛ أي: البعداء عن الخير؛ الذين يعلم الله ؛ أي: الحاوي لنعوت العظمة؛ ما في قلوبهم ؛ أي: من شدة البغض للإسلام؛ وأهله؛ وإن اجتهدوا في إخفائه عنه؛ ثم سبب - تعليما لما يصنع بهم؛ وإعلاما بأنهم لا يضرون إلا أنفسهم - قوله: فأعرض عنهم ؛ أي: عن عقابهم؛ وعن الخشية منهم؛ وعن عتابهم؛ لأنهم أقل من أن يحسب لهم حساب؛ وعظهم ؛ أي: وإن ظننت أن ذلك لا يؤثر؛ لأن القلوب بيد الله - سبحانه وتعالى - يصطنعها لما أراد؛ متى أراد؛ وقل لهم في أنفسهم ؛ أي: بسببها؛ وما يشرح أحوالها؛ ويبين نقائصها من نفائسها؛ أو خاليا معهم؛ فإن ذلك أقرب إلى ترقيقهم؛ قولا بليغا ؛ أي: يكون في غاية البلاغة في حد ذاته.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية