nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=30ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=33ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=35وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا [ ص: 230 ] الجار : القريب المسكن منك ، وألفه منقلبة عن واو لقولهم : جاورت ، ويجمع على جيران وجيرة . والجنب : البعيد . والجنابة البعد ، قال :
فلا تحرمني نائلا عن جنابة فإني امرؤ وسط القباب غريب
وهو من الاجتناب ، وهو أن يترك الرجل جانبا . وقال تعالى : ( واجنبني ) أي بعدني ، وهو وصف على فعل كناقة سرح .
المختال : المتكبر ، وهو اسم فاعل من اختال ، وألفه منقلبة عن ياء ؛ لقولهم : الخيلاء والمخيلة . ويقال : خال الرجل يخول خولا إذا تكبر وأعجب بنفسه ، فتكون هذه مادة أخرى ، لأن تلك مركبة من خيل ( خ ي ل ) ، وهذه مادة من ( خ و ل ) . الفخور : فعول من فخر ، والفخر عد المناقب على سبيل الشغوف والتطاول .
القرين : فعيل بمعنى مفاعل ، من قارنه إذا لازمه وخالطه ، ومنه سميت الزوجة قرينة . ومنه قيل لما يلزمن الإبل والبقر : قرينان ، وللحبل الذي يشدان به قرن ، قال الشاعر :
وابن اللبون إذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس
وقال :
كمدخل رأسه لم يدنه أحد من القرينين حتى لزه القرن
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=28975يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) تقدم شرح نظير هذه الجملة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=188ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا ) ومناسبة هذه الآية لما قبلها : أنه تعالى لما بين كيفية التصرف في النفوس بالنكاح ، بين كيفية التصرف في الأموال الموصلة إلى النكاح ، وإلى ملك اليمين ، وأن المهور والأثمان المبذولة في ذلك لا تكون مما ملكت بالباطل ، والباطل هو كل طريق لم تبحه الشريعة ، فيدخل فيه : السرقة ، والخيانة ، والغصب ، والقمار ، وعقود الربا ، وأثمان البياعات الفاسدة ، فيدخل فيه بيع العربان ، وهو أن يأخذ منك السلعة ويكري الدابة ويعطي درهما مثلا عربانا ، فإن اشترى ، أو ركب ، فالدرهم من ثمن السلعة أو الكراء ، وإلا فهو للبائع . فهذا لا يصح ولا يجوز عند جماهير الفقهاء ، لأنه من باب أكل المال بالباطل . وأجاز قوم ، منهم
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ، و
مجاهد ، و
نافع بن عبيد ، و
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : بيع العربان على ما وصفناه ، والحجج في كتب الفقه .
وقد اختلف السلف في تفسير قوله : بالباطل . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والحسن : هو أن يأكله بغير عوض . وعلى هذا التفسير قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هي منسوخة ، إذ يجوز أكل المال بغير عوض إذا كان هبة أو صدقة أو تمليكا أو وارثا ، أو نحو ذلك مما أباحت الشريعة أخذه بغير عوض . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : هو أن يأكل بالربا والقمار والبخس والظلم ، وغير ذلك مما لم يبح الله
[ ص: 231 ] تعالى أكل المال به . وعلى هذا تكون الآية محكمة وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود والجمهور . وقال بعضهم : الآية مجملة ، لأن معنى قوله : بالباطل ، بطريق غير مشروع . ولما لم تكن هذه الطريق المشروعة مذكورة هنا على التفصيل ، صارت الآية مجملة . وإضافة الأموال إلى المخاطبين معناه : أموال بعضكم . كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25فمن ما ملكت أيمانكم ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29ولا تقتلوا أنفسكم ) وقيل : يشمل قوله ( أموالكم ) مال الغير ومال نفسه . فنهى أن يأكل مال غيره إلا بطريق مشروع ، ونهى أن يأكل مال نفسه بالباطل ، وهو : إنفاقه في معاصي الله تعالى . وعبر هنا عن أخذ المال بالأكل ، لأن الأكل من أغلب مقاصده وألزمها .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=30وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=33وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=35وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا [ ص: 230 ] الْجَارُ : الْقَرِيبُ الْمَسْكَنِ مِنْكَ ، وَأَلِفُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ لِقَوْلِهِمْ : جَاوَرْتُ ، وَيُجْمَعُ عَلَى جِيرَانٍ وَجِيرَةٍ . وَالْجُنُبُ : الْبَعِيدُ . وَالْجَنَابَةُ الْبُعْدُ ، قَالَ :
فَلَا تَحْرِمَنِّي نَائِلًا عَنْ جَنَابَةٍ فَإِنِّي امْرُؤٌ وَسَطَ الْقِبَابِ غَرِيبُ
وَهُوَ مِنَ الِاجْتِنَابِ ، وَهُوَ أَنْ يُتْرَكَ الرَّجُلُ جَانِبًا . وَقَالَ تَعَالَى : ( وَاجْنُبْنِي ) أَيْ بَعِّدْنِي ، وَهُوَ وَصْفٌ عَلَى فِعْلٍ كَنَاقَةٍ سَرَحٍ .
الْمُخْتَالُ : الْمُتَكَبِّرُ ، وَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنِ اخْتَالَ ، وَأَلِفُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ ؛ لِقَوْلِهِمُ : الْخُيَلَاءُ وَالْمَخِيلَةُ . وَيُقَالُ : خَالَ الرَّجُلُ يَخُولُ خَوْلًا إِذَا تَكَبَّرَ وَأُعْجِبَ بِنَفْسِهِ ، فَتَكُونُ هَذِهِ مَادَّةً أُخْرَى ، لِأَنَّ تِلْكَ مُرَكَّبَةٌ مِنْ خَيَلَ ( خ ي ل ) ، وَهَذِهِ مَادَّةٌ مِنْ ( خ و ل ) . الْفَخُورُ : فَعُولٌ مِنْ فَخَرَ ، وَالْفَخْرُ عَدُّ الْمَنَاقِبِ عَلَى سَبِيلِ الشُّغُوفِ وَالتَّطَاوُلِ .
الْقَرِينُ : فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفَاعِلٍ ، مِنْ قَارَنَهُ إِذَا لَازَمَهُ وَخَالَطَهُ ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الزَّوْجَةُ قَرِينَةً . وَمِنْهُ قِيلَ لَمَّا يَلْزَمْنَ الْإِبِلَ وَالْبَقَرَ : قَرِينَانِ ، وَلِلْحَبَلِ الَّذِي يَشُدَّانِ بِهِ قَرْنٌ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
وَابْنُ اللَّبُونِ إِذَا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ لَمْ يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ الْبُزْلِ الْقَنَاعِيسِ
وَقَالَ :
كَمُدْخِلٍ رَأْسَهُ لَمْ يُدْنِهِ أَحَدٌ مِنَ الْقَرِينَيْنِ حَتَّى لَزَّهُ الْقَرَنُ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=28975يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ) تَقَدَّمَ شَرْحُ نَظِيرِ هَذِهِ الْجُمْلَةِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=188وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا ) وَمُنَاسَبَةُ هَذِهِ الْآيَةِ لِمَا قَبْلَهَا : أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا بَيَّنَ كَيْفِيَّةَ التَّصَرُّفِ فِي النُّفُوسِ بِالنِّكَاحِ ، بَيَّنَ كَيْفِيَّةَ التَّصَرُّفِ فِي الْأَمْوَالِ الْمُوَصِّلَةِ إِلَى النِّكَاحِ ، وَإِلَى مِلْكِ الْيَمِينِ ، وَأَنَّ الْمُهُورَ وَالْأَثْمَانَ الْمَبْذُولَةَ فِي ذَلِكَ لَا تَكُونُ مِمَّا مُلِكَتْ بِالْبَاطِلِ ، وَالْبَاطِلُ هُوَ كُلُّ طَرِيقٍ لَمْ تُبِحْهُ الشَّرِيعَةُ ، فَيَدْخُلُ فِيهِ : السَّرِقَةُ ، وَالْخِيَانَةُ ، وَالْغَصْبُ ، وَالْقِمَارُ ، وَعُقُودُ الرِّبَا ، وَأَثْمَانُ الْبَيَاعَاتِ الْفَاسِدَةِ ، فَيَدْخُلُ فِيهِ بَيْعُ الْعُرْبَانِ ، وَهُوَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْكَ السِّلْعَةَ وَيَكْرِيَ الدَّابَّةَ وَيُعْطِيَ دِرْهَمًا مَثَلًا عُرْبَانًا ، فَإِنِ اشْتَرَى ، أَوْ رَكِبَ ، فَالدِّرْهَمُ مِنْ ثَمَنِ السِّلْعَةِ أَوِ الْكِرَاءِ ، وَإِلَّا فَهُوَ لِلْبَائِعِ . فَهَذَا لَا يَصِحُّ وَلَا يَجُوزُ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْفُقَهَاءِ ، لِأَنَّهُ مِنْ بَابِ أَكْلِ الْمَالِ بِالْبَاطِلِ . وَأَجَازَ قَوْمٌ ، مِنْهُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنُ سِيرِينَ ، وَ
مُجَاهِدٌ ، وَ
نَافِعُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ : بَيْعَ الْعُرْبَانِ عَلَى مَا وَصَفْنَاهُ ، وَالْحُجَجُ فِي كُتُبِ الْفِقْهِ .
وَقَدِ اخْتَلَفَ السَّلَفُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ : بِالْبَاطِلِ . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنُ : هُوَ أَنْ يَأْكُلَهُ بِغَيْرِ عِوَضٍ . وَعَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هِيَ مَنْسُوخَةٌ ، إِذْ يَجُوزُ أَكْلُ الْمَالِ بِغَيْرِ عِوَضٍ إِذَا كَانَ هِبَةً أَوْ صَدَقَةً أَوْ تَمْلِيكًا أَوْ وَارِثًا ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا أَبَاحَتِ الشَّرِيعَةُ أَخْذَهُ بِغَيْرِ عِوَضٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : هُوَ أَنْ يَأْكُلَ بِالرِّبَا وَالْقِمَارِ وَالْبَخْسِ وَالظُّلْمِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يُبِحِ اللَّهُ
[ ص: 231 ] تَعَالَى أَكْلَ الْمَالِ بِهِ . وَعَلَى هَذَا تَكُونُ الْآيَةُ مَحْكَمَةً وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ وَالْجُمْهُورِ . وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْآيَةُ مُجْمَلَةٌ ، لِأَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ : بِالْبَاطِلِ ، بِطَرِيقٍ غَيْرِ مَشْرُوعٍ . وَلَمَّا لَمْ تَكُنْ هَذِهِ الطَّرِيقُ الْمَشْرُوعَةُ مَذْكُورَةً هُنَا عَلَى التَّفْصِيلِ ، صَارَتِ الْآيَةُ مُجْمَلَةً . وَإِضَافَةُ الْأَمْوَالِ إِلَى الْمُخَاطَبِينَ مَعْنَاهُ : أَمْوَالُ بَعْضِكُمْ . كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) وَقِيلَ : يَشْمَلُ قَوْلُهُ ( أَمْوَالُكُمْ ) مَالَ الْغَيْرِ وَمَالَ نَفْسِهِ . فَنَهَى أَنْ يَأْكُلَ مَالَ غَيْرِهِ إِلَّا بِطَرِيقٍ مَشْرُوعٍ ، وَنَهَى أَنْ يَأْكُلَ مَالَ نَفْسِهِ بِالْبَاطِلِ ، وَهُوَ : إِنْفَاقُهُ فِي مَعَاصِي اللَّهِ تَعَالَى . وَعَبَّرَ هُنَا عَنْ أَخْذِ الْمَالِ بِالْأَكْلِ ، لِأَنَّ الْأَكْلَ مِنْ أَغْلَبِ مَقَاصِدِهِ وَأَلْزَمِهَا .