الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب المشي أمام الجنازة

                                                                      3179 حدثنا القعنبي حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة [ ص: 358 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 358 ] ( يمشون أمام الجنازة ) : قال الخطابي : أكثر أهل العلم على استحباب المشي أمام الجنازة ، وكان أكثر الصحابة يفعلون ذلك .

                                                                      وقد روي عن علي بن أبي طالب وأبي هريرة أنهما كانا يمشيان خلف الجنازة . وقال أصحاب الرأي لا بأس بالمشي أمامها والمشي خلفها أحب إلينا . وقال الأوزاعي : هو سنة وخلفها أفضل ، فأما الراكب فلا أعلم أنهم اختلفوا في أنه يكون خلف الجنازة انتهى .

                                                                      [ ص: 359 ] قال الشمني : اختلفوا في المشي أمام الجنازة ، فقال أبو حنيفة والأوزاعي المشي خلفها أحب ، وقال الثوري وطائفة هما سواء ، وقال مالك والشافعي وأحمد قدامها أفضل انتهى .

                                                                      وقال الزيلعي ومذهب الإمام أحمد أن أمام الجنازة أفضل في حق الماشي وخلفها أفضل في حق الراكب انتهى .

                                                                      قال المنذري : والحديث أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي وأهل الحديث كلهم يرون الحديث المرسل في ذلك أصح .

                                                                      وحكى البخاري قال : والحديث الصحيح هو هذا يعني المرسل . وقال النسائي : هذا خطأ والصواب مرسل . وقال ابن المبارك . حديث الزهري في هذا مرسل أصح من حديث ابن عيينة ، وقد وافقه على رفعه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد . وقال البيهقي : وممن وصله واستقر على وصله ولم يختلف عليه فيه سفيان بن عيينة وهو حجة ثقة انتهى .

                                                                      [ ص: 360 ] وقال في التلخيص : وعن علي بن المديني قال قلت لابن عيينة يا أبا محمد خالفك الناس في هذا الحديث فقال أستيقن الزهري حدثني مرارا لست أحصيه يعيده ويبديه سمعته من فيه عن سالم عن أبيه . وجزم أيضا بصحته ابن المنذر وابن حزم انتهى مختصرا .




                                                                      الخدمات العلمية