الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن المقرون

                                                                                      الإمام القدوة العابد ، شيخ القراء أبو شجاع محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي ، ابن المقرون ، البغدادي ، اللوزي ، من محلة اللوزية .

                                                                                      ولد سنة بضع عشرة وخمسمائة .

                                                                                      وجود القراءات على أبي محمد سبط الخياط ، وأبي الكرم الشهرزوري .

                                                                                      وسمع من أبي الحسن بن عبد السلام كتاب " الجعديات " بكماله .

                                                                                      وقرأه عليه الزين بن عبد الدائم .

                                                                                      وسمع من علي بن الصباغ ، وأبي الفتح البيضاوي ، وسبط الخياط ، وأبي الفضل الأرموي ، وعدة .

                                                                                      وروى الكثير ، وأقرأ الكتاب العزيز ستين عاما ، وكان محققا [ ص: 325 ] لحروفه ، عاملا بحدوده ، يأكل من كسب يده ، ويتعفف ويتعبد ، ويأمر بالمعروف ، ولا يخاف في الله لومة لائم .

                                                                                      لقن الأولاد والآباء والأجداد .

                                                                                      قرأ عليه بالروايات خلق ، منهم : أبو عبد الله ابن الدبيثي ، وقال : نعم الشيخ .

                                                                                      كان دفنه بصفة بشر الحافي .

                                                                                      قلت : وحدث عنه : الشيخ الضياء ، وابن خليل ، والتقي اليلداني ، والنجيب الحراني ، وابن عبد الدائم ، وآخرون .

                                                                                      قال ابن النجار : لقن خلقا لا يحصون ، وحملت جنازته على الرءوس ، ما رأيت جمعا أكثر من جمع جنازته .

                                                                                      قال : وكان مستجاب الدعوة ، وقورا . مات في سابع عشر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وخمسمائة .

                                                                                      قلت : ومن مروياته : " الجمع بين الصحيحين " للحميدي ، تحمله عن أبي إسحاق الغنوي عن المؤلف ، قرأه عليه العز محمد بن عبد الغني سنة ست . أجاز مروياته لأحمد بن سلامة ، وعلي بن البخاري ، وجماعة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية