الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عطل ]

                                                          عطل : عطلت المرأة تعطل عطلا وعطولا وتعطلت إذا لم يكن عليها حلي ولم تلبس الزينة وخلا جيدها من القلائد . وامرأة عاطل - بغير هاء - من نسوة عواطل وعطل ; أنشد القناني :


                                                          ولو أشرفت من كفة الستر عاطلا لقلت غزال ما عليه خضاض

                                                          وامرأة عطل من نسوة أعطال ; قال الشماخ :


                                                          يا ظبية عطلا حسانة الجيد

                                                          فإذا كان ذلك عادتها فهي معطال . وقال ابن شميل : المعطال من النساء الحسناء التي لا تبالي أن تتقلد القلادة لجمالها وتمامها . ومعاطل المرأة : مواقع حليها ; قال الأخطل :


                                                          زانت معاطلها بالدر والذهب

                                                          وامرأة عطلاء : لا حلي عليها . وفي الحديث : يا علي مر نساءك لا يصلين عطلا ; العطل : فقدان الحلي . وفي حديث عائشة : كرهت أن تصلي المرأة عطلا ولو أن تعلق في عنقها خيطا . وجيد معطال : لا حلي عليه ، وقيل : العاطل من النساء التي ليس في عنقها حلي وإن كان في يديها ورجليها . والتعطل : ترك الحلي . والأعطال من الخيل والإبل : التي لا قلائد عليها ولا أرسان لها ، واحدها عطل ; قال الأعشى :


                                                          ومرسون خيل وأعطالها

                                                          وناقة عطل : بلا سمة ; عن ثعلب ، والجمع كالجمع ; وقوله أنشده ابن الأعرابي :


                                                          في جلة منها عداميس عطل

                                                          يجوز أن يكون جمع عاطل كبازل وبزل ، ويجوز أن يكون العطل يقع على الواحد والجمع . وقوس عطل : لا وتر عليها ، وقد عطلها . ورجل عطل : لا سلاح له ، وجمعه أعطال ; وكذلك الرعية إذا لم يكن لها وال يسوسها فهم معطلون . وقد عطلوا أي : أهملوا . وإبل معطلة : لا راعي لها . والمعطل : الموات من الأرض ، وإذا ترك الثغر بلا حام يحميه فقد عطل ، والمواشي إذا أهملت بلا راع فقد عطلت . والتعطيل : التفريغ . وعطل الدار : أخلاها . وكل ما ترك ضياعا معطل ومعطل . ومن الشاذ قراءة من قرأ : وبئر معطلة . وبئر معطلة : لا يستقى منها ولا ينتفع بمائها ، وقيل : بئر معطلة لبيود أهلها . وفي الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - في امرأة توفيت . فقالت : عطلوها أي : انزعوا حليها واجعلوها عاطلا . والعطل : شخص الإنسان ، وعم به بعضهم جميع الأشخاص ، والجمع أعطال . والعطل : الشخص مثل الطلل ; يقال : ما أحسن عطله أي : شطاطه وتمامه . والعطل : تمام الجسم وطوله . وامرأة حسنة العطل إذا كانت حسنة الجردة أي : المجرد . وامرأة عطلة : ذات عطل أي : حسن جسم ; وأنشد أبو عمرو :


                                                          ورهاء ذات عطل وسيم

                                                          وقد يستعمل العطل في الخلو من الشيء ، وإن كان أصله في الحلي ; يقال : عطل الرجل من المال والأدب ، فهو عطل وعطل مثل عسر وعسر . وتعطيل الحدود : أن لا تقام على من وجبت عليه . وعطلت الغلات والمزارع إذا لم تعمر ولم تحرث . وفلان ذو عطلة إذا لم تكن له ضيعة يمارسها . ودلو عطلة إذا انقطع وذمها فتعطلت من الاستقاء بها . وفي حديث عائشة ووصفت أباها : رأب الثأى وأوذم العطلة ; قال : هي الدلو التي ترك العمل بها حينا وعطلت وتقطعت أوذامها وعراها ، تريد أنه أعاد سيورها وعمل عراها وأعادها صالحة للعمل ، وهو مثل لفعله في الإسلام بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أي أنه رد الأمور إلى نظامها ، وقوى أمر الإسلام بعد ارتداد الناس ، وأوهى أمر الردة حتى [ ص: 195 ] استقام له الناس . وتعطل الرجل إذا بقي لا عمل له ، والاسم العطلة . والعطلة من الإبل : الحسنة العطل إذا كانت تامة الجسم والطول ; قال أبو عبيد : العطلات من الإبل الحسان ، فلم يشتقه ; قال ابن سيده : وعندي أن العطلات على هذا إنما هو على النسب . والعطلة أيضا : الناقة الصفي ; أنشد أبو حنيفة للبيد :


                                                          فلا نتجاوز العطلات منها     إلى البكر المقارب والكزوم
                                                          ولكنا نعض السيف منها     بأسؤق عافيات اللحم كوم

                                                          والعطل : العنق ; قال رؤبة :


                                                          أوقص يخزي الأقربين عطله

                                                          وشاة عطلة : يعرف في عنقها أنها مغزار . وامرأة عيطل : طويلة ، وقيل : طويلة العنق في حسن جسم ، وكذلك من النوق والخيل ، وقيل : كل ما طال عنقه من البهائم عيطل . والعيطل : الناقة الطويلة في حسن منظر وسمن ; قالابن كلثوم :


                                                          ذراعي عيطل أدماء بكر     هجان اللون لم تقرأ جنينا

                                                          وهذا البيت أورده الجوهري :


                                                          ذراعي عيطل أدماء بكر     تربعت الأماعز والمتونا

                                                          وفي قصيد كعب :


                                                          شد النهار ذراعي عيطل نصف

                                                          قال ابن الأثير : العيطل الناقة الطويلة ، والياء زائدة . وهضبة عيطل : طويلة . والعطل والعيطل والعطيل : شمراخ من طلع فحال النخل يؤبر به ; قال الأزهري : سمعته من أهل الأحساء ; وأما قول الراجز :


                                                          بات يباري شعشعات ذبلا     فهي تسمى زمزما وعيطلا
                                                          وقد حدوناها بهيد وهلا

                                                          فهما اسمان لناقة واحدة ; قال ابن بري : الراجز هو غيلان بن حريث الربعي ، قال : وصوابه بهيد وحلا ، لأن هلا زجر للخيل ، وحلا زجر للإبل ، والراجز إنما وصف إبلا لا خيلا . وعطالة : اسم رجل وجبل . والمعطل : من شعراء هذيل ; قال الأزهري : ورأيت بالسودة من ديارات بني سعد جبلا منيفا يقال له عطالة ، وهو الذي قال فيه القائل :


                                                          خليلي قوما في عطالة فانظرا     أنارا ترى من ذي أبانين أم برقا

                                                          وفي ترجمة عضل : اعضألت الشجرة كثرت أغصانها والتفت ; وأنشد :


                                                          كأن زمامها أيم شجاع     ترأد في غصون معضئله

                                                          قال أبو منصور : الصواب معطئلة - بالطاء - وهي الناعمة ، ومنه قيل شجر عيطل أي : ناعم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية