الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- مقدمة إدارة الشؤون الإسلامية

- مقدمة الكتاب

النصيب الأول في بيان إثبات التوحيد ونفي الإشراك

النصيب الثاني في بيان الاعتصام بالسنة والاجتناب عن البدعة

- خاتمة الكتاب

الدين الخالص

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة

جزء

[ ص: 265 ] خوف السلف من التكلم في الدين بالرأي

وقال طلق بن غنام: أبطأ حفص بن غياث في قضية، فقلت له: قل، فقال: إنما هو رأي ليس فيه كتاب ولا سنة، وإنما أجر في لحمي فما عجالتي؟

وقال عاصم الأحول: كان ابن سيرين إذ سئل عن شيء، قال: ليس عندي فيه إلا رأي أتهمه، فيقال له: قل فيه برأيك، فيقول: لو أعلم أن رأيي يثبت لقلت فيه، ولكني أخاف أن أرى اليوم رأيا، وأرى غدا غيره، فأحتاج أن أتبع الناس في دورهم.

وعن سالم بن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: أن رجلا سأله عن شيء، فقال له: لم أسمع في هذا بشيء، فقال له الرجل: إني أرضى برأيك، فقال له سالم: لعلي أن أخبرك برأيي، ثم تذهب، فأرى بعدك رأيا غيره، فلا أجدك.

وعن ابن عمر -رضي الله عنه-: أنه كان إذا سئل عن شيء لم يبلغه فيه شيء، قال: إن شئتم أخبرتكم بالظن.

[ ص: 265 ] خَوْفُ السَّلَفِ مِنَ التَّكَلُّمِ فِي الدِّينِ بِالرَّأْيِ

وَقَالَ طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ: أَبْطَأَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ فِي قَضِيَّةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: قُلْ، فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ رَأْيٌ لَيْسَ فِيهِ كِتَابٌ وَلَا سُنَّةٌ، وَإِنَّمَا أَجُرُّ فِي لَحْمِي فَمَا عُجَالَتِي؟

وَقَالَ عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذْ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي فِيهِ إِلَّا رَأْيٌ أَتَّهِمُهُ، فَيُقَالُ لَهُ: قُلْ فِيهِ بِرَأْيِكَ، فَيَقُولُ: لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ رَأْيِي يَثْبُتُ لَقُلْتُ فِيهِ، وَلَكِنِّي أَخَافُ أَنْ أَرَى الْيَوْمَ رَأَيَا، وَأَرَى غَدًا غَيْرَهُ، فَأَحْتَاجُ أَنْ أَتَّبِعَ النَّاسَ فِي دُورِهِمْ.

وَعَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ: لَمْ أَسْمَعْ فِي هَذَا بِشَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنِّي أَرْضَى بِرَأْيِكَ، فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: لَعَلِّي أَنْ أُخْبِرَكَ بِرَأْيِي، ثُمَّ تَذْهَبُ، فَأَرَى بَعْدَكَ رَأْيًا غَيْرَهُ، فَلَا أَجِدُكَ.

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَّهُ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يَبْلُغْهُ فِيهِ شَيْءٌ، قَالَ: إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ بِالظَّنِّ.

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث