الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولو الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا يحتمل ثلاثة أوجه: أحدها: يعذبهم بحفظها في الدنيا والإشفاق عليها. والثاني: يعذبهم بما يلحقهم منها من النوائب والمصائب. والثالث: يعذبهم في الآخرة بما صنعوا بها في الدنيا عند كسبها وعند إنفاقها. وحكى ابن الأنباري وجها رابعا: أنه على التقديم والتأخير ، وتقديره: ولا تعجبك أموالهم وأولادهم في الدنيا إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الآخرة. قوله عز وجل: وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله فيه ثلاثة أوجه: أحدها: استديموا الإيمان بالله. والثاني: افعلوا فعل من آمن بالله. والثالث: آمنوا بقلوبكم كما آمنتم بأفواهكم ، ويكون خطابا للمنافقين. وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولو الطول منهم فيه وجهان: أحدهما: أهل الغنى ، قاله ابن عباس وقتادة . والثاني: أهل القدرة. وقال محمد بن إسحاق . نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول والجد بن قيس. قوله عز وجل: رضوا بأن يكونوا مع الخوالف فيه ثلاثة أوجه: [ ص: 390 ] أحدها: مع المنافقين ، قاله مقاتل . والثاني: أنهم خساس الناس وأدناهم مأخوذ من قولهم فلان خالفه أهله إذا كان دونهم ، قاله ابن قتيبة . والثالث: أنهم النساء ، قاله قتادة والكلبي .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية