الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : حكم رفع الصوت في المسجد ويسن أن يصان عن لغط ، وكثرة حديث لاغ ورفع صوت بمكروه .

وظاهر هذا عدم الكراهة إذا كان مباحا أو مستحبا ، وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي .

وقال في الغنية : يكره إلا بذكر الله - تعالى .

ومذهب مالك كراهة ذلك .

قال أشهب : سئل مالك عن رفع الصوت في المسجد في العلم وغيره ، قال : لا خير في ذلك في العلم ولا في غيره ، ولقد أدركت الناس قديما يعيبون ذلك على من يكون بمجلسه ، ومن كان يكون ذلك في مجلسه كان يعتذر منه ، وأنا أكره ذلك ، ولا أرى فيه خيرا ، انتهى .

وأما ما اشتهر على الألسنة من قولهم { : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الحديث في المسجد } ، وبعضهم يريد المباح { يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش } ، وبعضهم يقول { كما تأكل النار الحطب } فهو كذب لا أصل له .

قال في المختصر : لم يوجد .

وذكره القارئ في موضوعاته .

قال ابن عقيل في الفصول : ولا بأس بالمناظرة في مسائل الفقه والاجتهاد في المسائل إذا كان القصد طلب الحق ، فإن كان مغالبة ومنافرة دخل في خبر الملاحة والجدال فيما لا يعني ، ولم يجز في المساجد .

فأما الملاحة في غير العلوم فلا تجوز حتى في غير المساجد ; { لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ليلة القدر فخرج ليعلم الناس - فتلاحى رجلان في المسجد فرفعت } ، فلو كان في الملاحة خير لما كانت سببا لنسيانها .

ولأن الله صان الإحرام عن الجدال فقال : { ولا جدال في الحج } .

[ ص: 311 ] ويسن أن يصان عن رائحة كريهة من بصل وثوم وكرات ونحوها .

وإن دخله استحب إخراجه .

ومثله من به بخر وصنان قوي .

ومثله إخراج الريح فيه من دبره فهو مكروه .

وأما ما يذكره بعض من لا علم له بالمنقول من أن الإنسان إذا خرج من دبره ريح ، وهو بالمسجد يتلقاه ملك بفمه ، ويخرج به إلى خارج المسجد ، فإذا تفوه به مات الملك ، فهو كلام باطل لم أقف له على أصل يسند إليه والله أعلم . .

التالي السابق


الخدمات العلمية