الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6422 ) فصل : وإذا وطئ رجلان امرأة ، فأتت بولد ، فأرضعت بلبنه طفلا ، صار ابنا لمن ثبت نسب المولود [ ص: 144 ] منه ، سواء ثبت نسبه منه بالقافة أو بغيرها . وإن ألحقته القافة بهما ، صار المرتضع ابنا لهما ، فالمرتضع في كل موضع تبع للمناسب ، فمتى لحق المناسب بشخص ، فالمرتضع مثله ، وإن انتفى المناسب عن أحدهما ، فالمرتضع مثله ، لأنه بلبنه ارتضع ، وحرمته فرع على حرمته .

                                                                                                                                            وإن لم يثبت نسبه منهما ; لتعذر القافة ، أو لاشتباهه عليهم ، ونحو ذلك ، حرم عليهما ، تغليبا للحظر ; لأنه يحتمل أن يكون منهما ، ويحتمل أن يكون ابن أحدهما ، فيحرم عليه أقاربه دون أقارب الآخر ، وقد اختلطت أخته بغيرها ، فحرم الجميع ، كما لو علم أخته بعينها ، ثم اختلطت بأجنبيات . وإن انتفى عنهما جميعا ، بأن تأتي به لدون ستة أشهر من وطئهما ، أو لأكثر من أربع سنين ، أو لدون ستة أشهر من وطء أحدهما ، أو لأكثر من أربع سنين من وطء الآخر ، انتفى المرتضع عنهما أيضا ; فإن كان المرتضع جارية ، حرمت عليهما تحريم المصاهرة ، ويحرم أولادها عليها أيضا ; لأنها ابنة موطوءتهما ، فهي ربيبة لهما .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية