الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      ومن ذلك النصوص الواردة في ذكر العرش وصفته ، وإضافته غالبا إلى خالقه - تبارك وتعالى - وأنه - تعالى - فوقه ، قال الله تعالى : ( الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) [ ص: 171 ] ( النمل : 26 ) ، وقال تعالى : ( فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ) ، ( المؤمنون : 116 ) ، وقال تعالى : ( وكان عرشه على الماء ) ، ( هود : 7 ) ، وقال تعالى : ( رفيع الدرجات ذو العرش ) ، ( غافر : 15 ) ، وقال تعالى : ( وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد ) ، ( البروج : 14 - 15 ) ، إلى غير ذلك .

      وفي الصحيح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عند الكرب : لا إله إلا الله العليم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ، رب العرش الكريم . وفيه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة . وفيه عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : فإن الناس يصعقون يوم القيامة ، فأكون أول من يفيق ، فإذا أنا بموسى آخذا بقائمة من قوائم العرش . الحديث .

      وفيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : يد الله ملأى ، لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار ، وقال : أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ، فإنه لم يغض ما في يمينه ، وعرشه على الماء ، وبيده الأخرى الفيض ، أو القبض ، يرفع ويخفض . وفي رواية : وبيده الأخرى الميزان ، يخفض ويرفع . وفيه عنه - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : سبعة يظلهم الله - تعالى - في [ ص: 172 ] ظله يوم لا ظل إلا ظله . قال الذهبي : إسناده صالح .

      وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله - تعالى - من حملة العرش ، أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام . رواه أبو داود ، وابن أبي حاتم ، ولفظه : أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش ، بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه مخفق الطير سبعمائة عام . وإسناده جيد ، رجاله كلهم ثقات ، وفيه جملة أحاديث غير ما ذكرنا ، وقد تقدم منها جملة وافية .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية