الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
البحث الرابع في شرطه

تقدم أن شرط الالتفات أن يكون الضمير في المنتقل إليه عائدا في نفس الأمر إلى المنتقل عنه ؛ وشرطه أيضا أن يكون في جملتين ، أي : كلامين مستقلين ؛ حتى يمتنع بين الشرط وجوابه .

وفي هذا الشرط نظر ، فقد وقع في القرآن مواضع ، الالتفات فيها وقع في كلام واحد ، وإن لم يكن بين جزأي الجملة ؛ كقوله تعالى : والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي ( العنكبوت : 23 ) .

وقوله : وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا ( القصص : 59 ) .

وقوله : وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ( الأحزاب : 50 ) بعد قوله : إنا أحللنا لك ( الأحزاب : 50 ) التقدير : إن وهبت امرأة نفسها للنبي ، إنا أحللنا لك ( الأحزاب : 50 ) وجملتا الشرط والجزاء كلام واحد .

وقوله : ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول ( الفرقان : 17 ) .

وقوله : إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله ( الفتح : 8 - 9 ) وفيه التفاتان : أحدهما بين " أرسلنا " والجلالة ، والثاني بين الكاف في " أرسلناك " و " رسوله " وكل منهما في كلام واحد .

[ ص: 397 ] وقوله : سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ( آل عمران : 151 ) .

وقوله : فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ( الإسراء : 63 ) وجوز الزمخشري فيه أن يكون ضمير " جزاؤكم " يعود على التابعين على طريق الالتفات .

وقوله : " واتقوا يوما يرجعون فيه إلى الله " ( البقرة : 281 ) على قراءة الياء .

وقوله : وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا ( المائدة : 12 ) قال التنوخي في " الأقصى القريب " : الواو للحال .

وقوله : وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون ( يس : 22 ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية