الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ابن شهاب ، عن عثمان بن إسحاق بن خرشة حديث واحد مرسل )

وعثمان هذا لا أعرفه بأكثر من رواية ابن شهاب عنه حديث الجدة هذا ، عن قبيصة بن ذؤيب ، وأقول فيه كما قال ابن معين في ابن أكيمة إذ سئل عنه ، وقال : حسبك برواية ابن شهاب عنه ، هذا علمي فيه من جهة الرواية ، وأما أهل النسب فينسبونه عثمان بن إسحاق بن عبد الله بن أبي خرشة بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، هكذا ذكره ( الزبير بن أبي خرشة في مواضع من كتابه في النسب ، وقال : فولد إسحاق بن عبد الله عثمان بن إسحاق بن عبد الله بن أبي خرشة ) ، وروى عنه ابن شهاب ، عن قبيصة حديث الجدة ، هذا لفظ الزبير بن بكار ، وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : أنبأنا مصعب قال : عثمان بن إسحاق بن عبد الله بن أبي خرشة روى عنه ابن شهاب ، عن قبيصة بن ذؤيب حديث الجدة .

[ ص: 91 ] ثم قال : أخبرنا ابن زهير حدثنا مصعب قال : حدثني مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن عثمان بن إسحاق بن خرشة ، عن قبيصة بن ذؤيب أنه قال : جاءت الجدة إلى أبي بكر فذكر الحديث إلى آخره ، وقال : كذا قال مالك ، عن الزهري ، عن عثمان بن إسحاق بن خرشة ، ولم يتابعه أحد على هذا .

وقال مفضل بن غسان : سألت مصعبا الزبيري عن عثمان بن إسحاق بن خرشة فقال : من بني عامر بن لؤي ، وهو ابن أخي أروى الذي يقال : ( عميت عمى أروى ) .

قال أبو عمر :

هذا مثل قد ذكرنا الخبر بذلك في باب سعيد بن زيد في الصحابة ; لأنه هو الذي دعا على أروى بنت أويس في قصة عرضت له معها ، قال الزبير : والعامة تصحف المثل فتقول : أعماك الله عمى الأروى ، يريدون الأروى التي في الجبل يظنونها شديدة العمى .

قال أبو عمر :

لم يختلف أصحاب ابن شهاب عنه فيما علمت أنه ابن خرشة لا ابن أبي خرشة ، وكان ابن شهاب ينسبه إلى جده ، يقول : عثمان بن إسحاق بن خرشة ، ولم يرو ابن شهاب ، عن عثمان هذا الحديث فيما علمت ، وهو حديث مرسل عند بعض أهل العلم بالحديث ; لأنه لم يذكر فيه سماع لقبيصة من أبي بكر ، ولا شهود لتلك القصة ، وقال آخرون : هو متصل لأن قبيصة بن ذؤيب أدرك أبا بكر الصديق ، وله سن لا ينكر معها سماعه [ ص: 92 ] من أبي بكر رضي الله عنه ، وسنذكر بعد في هذا الباب خبر قبيصة بن ذؤيب إن شاء الله .

قال أبو عمر :

التالي السابق


الخدمات العلمية