الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 682 ) فصل : ويقرأ بما في مصحف عثمان . ونقل عن أحمد أنه كان يختار قراءة نافع من طريق إسماعيل بن جعفر . قال : فإن لم يكن فقراءة عاصم ، من طريق أبي بكر بن عياش . وأثنى على قراءة أبي عمرو بن العلاء . ولم يكره قراءة أحد من العشر ، إلا قراءة حمزة والكسائي ; لما فيها من الكسر والإدغام ، والتكلف ، وزيادة المد .

                                                                                                                                            وروي عن زيد بن ثابت ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { نزل القرآن بالتفخيم } وعن ابن عباس قال : أنزل القرآن بالتفخيم والتثقيل ، نحو الجمعة وأشباه ذلك ، ونقل عنه التسهيل في ذلك ، وأن قراءتهما في الصلاة جائزة . قال الأثرم : قلت لأبي عبد الله : إمام كان يصلي بقراءة حمزة أصلي خلفه ؟ قال : لا يبلغ به هذا كله ، ولكنها لا تعجبني قراءة حمزة .

                                                                                                                                            ( 683 ) فصل : فأما ما يخرج عن مصحف عثمان ، كقراءة ابن مسعود وغيرها ، فلا ينبغي أن يقرأ بها في الصلاة ; لأن القرآن ثبت بطريق التواتر ، وهذه لم يثبت التواتر بها ، فلا يثبت كونها قرآنا ، فإن قرأ بشيء منها مما صحت به الرواية ، واتصل إسنادها ، ففيه روايتان ; إحداهما ، لا تصح صلاته لذلك . والثانية : تصح ; لأن الصحابة كانوا يصلون بقراءتهم في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ، وكانت صلاتهم صحيحة بغير شك .

                                                                                                                                            وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد } وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر وهشام ابن حكيم حين اختلفا في قراءة القرآن ، فقال : { اقرءوا كما علمتم } . وكان الصحابة رضي الله عنهم قبل جمع عثمان المصحف يقرءون بقراءات لم يثبتها في المصحف ، ويصلون بها ، لا يرى أحد منهم تحريم ذلك ، ولا بطلان صلاتهم به

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية