الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أجابهم بما هو الحق إيجادا؛ علمهم ما هو الأدب؛ لملاحظة السبب؛ فقال – مستأنفا -: ما أصابك من حسنة ؛ أي: نعمة دنيوية؛ أو أخروية؛ فمن الله ؛ أي: إيجادا وفضلا؛ والإيمان أحسن الحسنات؛ قال الإمام: إنهم يقولون: إنهم اتفقوا على أن قوله: ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله ؛ المراد به كلمة الشهادة.

                                                                                                                                                                                                                                      وما أصابك ؛ وأنت خير الخلق؛ من سيئة ؛ أي: بلاء؛ فمن نفسك ؛ أي: بسببها؛ فغيرك بطريق الأولى؛ [ ص: 337 ] ولما اقتضى قولهم إنكار رسالته - صلى الله عليه وسلم -؛ إلا إن فعل كل خارق؛ وأخبر - سبحانه وتعالى - بأنه مستو مع الخلق في القدرة؛ قال - سبحانه وتعالى - مخبرا بما اختصه به عنهم -: وأرسلناك ؛ أي: مختصين لك بعظمتنا؛ للناس ؛ أي: كافة؛ رسولا ؛ أي: تفعل ما على الرسل من البلاغ؛ ونحوه؛ وقد اجتهدت في البلاغ والنصيحة؛ ولم نجعلك إلها تأتي بما يطلب منك من خير وشر؛ فإن أنكروا رسالتك فالله يشهد بنصب المعجزات؛ والآيات البينات وكفى بالله ؛ المحيط علما وقدرة؛ شهيدا ؛ لك بالرسالة؛ والبلاغ؛

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية