الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3338 [ ص: 95 ] 16 - باب: من أحب أن لا يسب نسبه

                                                                                                                                                                                                                              3531 - حدثني عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: استأذن حسان النبي- صلى الله عليه وسلم- في هجاء المشركين، قال: " كيف بنسبي؟". فقال حسان: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين.

                                                                                                                                                                                                                              وعن أبيه قال: ذهبت أسب حسان عند عائشة، فقالت: لا تسبه، فإنه كان ينافح عن النبي- صلى الله عليه وسلم-. [4145، 6150- مسلم: 2487، 2489- فتح: 6 \ 553]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث هشام عن أبيه، عن عائشة- رضي الله عنها-: استأذن حسان النبي- صلى الله عليه وسلم- في هجاء المشركين، فقال: "كيف بنسبي؟ ". قال حسان: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين.

                                                                                                                                                                                                                              وعن أبيه قال: ذهبت أسب حسان عند عائشة- رضي الله عنها- فقالت: لا تسبه، فإنه كان ينافح عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.

                                                                                                                                                                                                                              قيل: إنما كان ذلك بعد أن دعاه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك، وقال: "ما من قوم نصروا أحدا بأسيافهم إلا كان حقا عليهم أن ينصروه بألسنتهم" وكان شتم المشركين يشتد عليه ويؤذيه، قال تعالى: ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون [الحجر: 97] ثم عزاه فقال: ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك [فصلت: 43] ولما قال ذلك أتاه حسان يضرب بلسانه أنفه، وكان طويل اللسان، فقال: والله يا نبي الله لأفرينهم فري الأديم، فقال: "وكيف وإن لي فيهم حسبا" فقال: والله لأسلنك منهم سل الشعرة من العجين.

                                                                                                                                                                                                                              ولما هجاهم قال- صلى الله عليه وسلم-: "والله إنه عليهم لأشد من رشق النبل" ولا شك أن من سب أصله لحقه الأذى، كان عمر إذا لقي عكرمة بن أبي جهل يسب

                                                                                                                                                                                                                              أبا جهل فيذكر ذلك لرسول الله فقال: "لا تسب

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 96 ] الميت لتؤذوا به الحي".


                                                                                                                                                                                                                              وقول عروة: (ذهبت أسب حسان عند عائشة- رضي الله عنها-) فيما كان اتبع به عائشة- رضي الله عنها- وكانت لا تستحل من أحد شيئا; لأن حسانا ذهب ما يلحقه ذلك بإقامة الحد عليه، والحدود كفارة لما جعلت فيه، وكان حسان يجلس عند عائشة وينشدها الشعر، فقيل لها: أتدخلينه عليك وقد قال ما قال، والله يقول: والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم [النور: 11]؟! فقالت: عذب بذهاب بصره. وأنكر ذلك؛ لأن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي. ومعنى ينافح: يرامي ويدافع.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية