الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما نفى عللهم في التخلف عن طاعته؛ إلى أن ختم بالشهادة برسالته; قال - مرغبا؛ مرهبا؛ على وجه عام يسكن قلبه؛ ويخفف من دوام عصيانهم له؛ دالا على عصمته في جميع حركاته؛ وسكناته -: من يطع الرسول ؛ أي: كما هو مقتضى حاله؛ فقد أطاع الله ؛ الملك الأعظم الذي لا كفؤ له؛ لأنه داع إليه؛ وهو لا ينطق عن الهوى؛ إنما يخبر بما يوحيه إليه؛ ومن تولى ؛ أي: عن طاعته؛ ولما كان التقدير: "فإنما عصى الله؛ والله - سبحانه وتعالى - عالم به؛ وقادر عليه؛ فلو أراد لرده؛ ولو شاء لأهلكه بطغيانه؛ فاتركه وذاك"؛ [ ص: 338 ] عبر عن ذلك كله بقوله: فما أرسلناك ؛ أي: بعظمتنا؛ عليهم حفيظا ؛ إنما أرسلناك داعيا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية