الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن المنافقين يخادعون الله [ 142 ] .

                                                                                                                                                                                                                                        مجاز ، أي : يخادعون أولياء الله وهو خادعهم أي معاقبهم ، وإن شئت أسكنت الهاء فقلت : " وهو " لأن الضمة ثقيلة ، وقبل الكلمة واو . وحكي إسكان الواو . وقرأ مسلمة بن عبد الله النحوي : ( وهو خادعهم ) بإسكان العين ، وقال محمد بن يزيد : هذا لحن ؛ لأنه زوال الإعراب . قال أبو جعفر : وقد أجاز سيبويه ذلك ، وأنشد :


                                                                                                                                                                                                                                        إذا اعوججن قلت صاحب قوم



                                                                                                                                                                                                                                        ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ) في موضع نصب على الحال ، وكذا " يراؤون الناس " أي يرون الناس أنهم يتدينون بصلاتهم . وقرأ ابن أبي إسحاق ، والأعرج : ( يرؤون الناس ) على وزن " يدعون " وحكى أنها لغة سفلى مضر . والقراءة الأولى أولى لإجماعهم على " الذين هم يراؤون " ، ويقال : فلان مراء ، وفعل [ ص: 498 ] ذلك رئاء الناس . ولا يذكرون الله إلا قليلا أي لا يذكرون الله - جل وعز - بقراءة ولا تسبيح ، وإنما يذكرونه بالتكبير وبما يراؤون به ، والتقدير : إلا ذكرا قليلا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية