الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن واجب

                                                                                      الشيخ الإمام العالم المحدث المتقن القدوة شيخ الإسلام أبو الخطاب أحمد بن محمد ابن الإمام أبي حفص عمر بن محمد بن واجب بن عمر بن واجب القيسي الأندلسي البلنسي المالكي . ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة .

                                                                                      وأجاز له القاضي أبو بكر بن العربي ، والحافظ يوسف بن الدباغ ، ولحق أبا مروان بن قزمان فسمع منه ، وأكثر عن جده ، وعن أبي الحسن بن هذيل وتلا عليه ، وأبي الحسن بن النعمة ، وأبي عبد الله بن سعادة ، وأبي عبد الله بن الفرس ، وأبي بكر عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وابن بشكوال ، وابن زرقون ، وعدة .

                                                                                      قرأت في " فهرسة " عليها خط أبي الخطاب بن واجب : تلوت [ ص: 45 ] " بالتيسير " وقرأته ، ولم أقرأ بما فيه من الإدغام الكبير على أبي الحسن بن هذيل ، وقرأت عليه " إيجاز البيان " و " التلخيص " و " المحتوى " وعدة كتب في القراءات للداني . وسمعت عليه كتاب " جامع البيان " وكتاب " طبقات القراء " له ، وكان وقت تلاوتي عليه يمتنع من الإقراء بالإدغام الكبير .

                                                                                      قال الحافظ بن الأبار : هو حامل راية الرواية بشرق الأندلس ، حصل العربية على ابن النعمة . وكان متقنا ضابطا ، متقللا من الدنيا ، عالي الإسناد ، ورعا ، قانتا ، تعلوه خشية للمواعظ ، مع عناية كاملة بصناعة الحديث ، وبصر به وذكر لرجاله ، ومحافظة على نشره ، وكانت الرحلة إليه . ولي قضاء بلنسية وشاطبة غير مرة ، وجمع من كتب الحديث والأجزاء شيئا كثيرا ، ورزقت منه قبولا ، وبه اختصاصا ، فمعظم روايتي قديما عنه . توفي بمراكش في رحلته إليها لاستدرار جار له من بيت المال انقطع ، فتوفي في سادس رجب سنة أربع عشرة وستمائة .

                                                                                      قلت : أكثر عنه محمد بن محمد بن مشليون ، ومحمد بن جوبر ، وابن عميرة المخزومي ، وابن مسدي المجاور ، وتوفي وهو في عشر الثمانين - رحمه الله .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية