الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينـزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون

                                                                                                                                                                                                [ ص: 436 ] لا يفتننكم الشيطان : لا يمتحننكم بأن لا تدخلوا الجنة ، كما محن أبويكم بأن أخرجهما منها ينزع عنهما لباسهما : حال ، أي : أخرجهما نازعا لباسهما ، بأن كان سببا في أن نزع عنهما إنه يراكم هو : تعليل للنهي ، وتحذير من فتنته ، بأنه بمنزلة العدو المداجي ، يكيدكم ويغتالكم من حيث لا تشعرون ، وعن مالك بن دينار : أن عدوا يراك ولا تراه ، لشديد المؤنة إلا من عصم الله ، " وقبيله " : وجنوده من الشياطين ، وفيه دليل بين أن الجن لا يرون ، ولا يظهرون للإنس ، وأن إظهارهم أنفسهم ليس في استطاعتهم ، وأن زعم من يدعي رؤيتهم زور ، ومخرقة إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون أي : خلينا بينهم وبينهم لم نكفهم عنهم حتى تولوهم وأطاعوهم فيما سولوا لهم من الكفر والمعاصي ، وهذا تحذير آخر أبلغ من الأول .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : علام عطف و “ قبيله"؟

                                                                                                                                                                                                قلت : على الضمير في "يراكم" المؤكد بـ “ هو" والضمير في "أنه" للشأن والحديث ، وقرأ اليزيدي : "وقبيله" : بالنصب ، وفيه وجهان : أن يعطفه على اسم "إن" ، وأن تكون الواو بمعنى "مع" ، وإذا عطفه على اسم "إن" ، وهو الضمير في إنه ، كان راجعا إلى إبليس .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية