الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                465 [ ص: 580 ]

                                87 - باب

                                الصلاة في مسجد السوق

                                وصلى ابن عون في مسجد في دار يغلق عليهم الباب

                                التالي السابق


                                قد سبق ذكر مساجد البيوت والصلاة فيها، وما ذكره البخاري هناك أن البراء بن عازب صلى في مسجد بيته جماعة، وذكرنا قول أحمد أنه لا يحصل بالصلاة فيها فضيلة الصلاة في المسجد، إلا أن يكون يؤذن فيه ويقام، كأنه يشير إلى أن يكون في حال الصلاة غير ممنوع، وأن إسحاق قال: لا يحصل بالصلاة فيه جماعة فضل الجماعة في المسجد، إلا أن يكون له عذر.

                                وما حكاه البخاري هنا عن ابن عون ظاهره: يدل على حصول فضل الجماعة في المسجد بذلك، وإن كان مغلقا، وهو قياس قول من أجاز الاعتكاف فيه، كما سبق ذكره، ويحتمل أن يكون ابن عون لا يرى حضور المساجد في الجماعة واجبا، أو أنه كان لهم عذر. والله أعلم.

                                وأما مساجد الأسواق إذا كانت مسبلة، فحكمها حكم سائر المساجد المسبلة.

                                وقد كره طلحة اليامي الصلاة في مساجد السوق.

                                خرجه حرب الكرماني من رواية ليث عنه.

                                وكأنه يشير إلى أنه إنما يستحب الصلاة في المسجد الأعظم الذي يجمع فيه.

                                وقد ورد التصريح بفضل الصلاة في مسجد الجامع على الصلاة في مساجد القبائل التي لا يجمع فيها.

                                خرجه ابن ماجه : ثنا هشام بن عمار : ثنا أبو الخطاب الدمشقي : ثنا [ ص: 581 ] رزيق أبو عبد الله الألهاني ، عن أنس بن مالك ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة الرجل في بيته بصلاة، وصلاته في مسجد القبائل بخمس وعشرين صلاة، وصلاته في المسجد الذي يجمع فيه بخمسمائة صلاة، وصلاته في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة، وصلاته في مسجدي بخمسين ألف صلاة، وصلاته في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ".

                                رزيق الألهاني - بتقديم الراء على الزاي - قال أبو زرعة الرازي : لا بأس به. وذكره ابن حبان في "ثقاته" وذكره -أيضا- في "الضعفاء" وقال: لا يحتج به.

                                وأما أبو الخطاب الدمشقي ، فقيل: اسمه: حماد ، وقع كذلك مصرحا به في "معجم الطبراني الأوسط" وذكر ابن عدي أنه: معروف الخياط الذي رأى واثلة بن الأسقع ، وأن هشام بن عمار يروي عنه، وفيه ضعف.

                                وقال ابن ماكولا : اسمه: سلمة بن علي ، كان يسكن اللاذقية ، روى عنه هشام بن عمار والربيع بن نافع . قال: والحديث منكر، ورجاله مجهولون.

                                كذا قال، وليس فيهم من يجهل حاله سوى أبي الخطاب هذا.

                                وقد كان بالمدينة مساجد في قبائل الأنصار ، وهي دورهم، يصلون فيها الجماعات سوى الجمع.

                                وروى ابن لهيعة أن بكير بن الأشج حدثه، أنه كان بالمدينة تسعة مساجد مع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، يسمع أهلها تأذين بلال على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ ص: 582 ] فيصلون في مساجدهم، أقربها مسجد بني عمرو بن مبذول من بني النجار ، ومسجد بني ساعدة ، ومسجد بني عبيد ، ومسجد بني سلمة ، ومسجد بني رابح من بني عبد الأشهل ، ومسجد بني زريق ، ومسجد بني غفار ، ومسجد أسلم ، ومسجد جهينة . وشك في التاسع.

                                خرجه أبو داود في "المراسيل".




                                الخدمات العلمية