الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون

                                                                                                                                                                                                الفاحشة : ما تبالغ في قبحه من الذنوب ، أي : إذا فعلوها اعتذروا بأن آباءهم كانوا يفعلونها فاقتدوا بهم ، وبأن الله - تعالى- أمرهم بأن يفعلوها ، وكلاهما باطل من العذر ; [ ص: 437 ] لأن أحدهما تقليد والتقليد ليس بطريق للعلم .

                                                                                                                                                                                                والثاني : افتراء على الله ، وإلحاد في صفاته ، كانوا يقولون : لو كره الله منا ما نفعله لنقلنا عنه ، وعن الحسن : إن الله - تعالى - بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - إلى العرب ، وهم قدرية مجبرة ، يحملون ذنوبهم على الله ; وتصديق قول الله تعالى : وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء ; لأن فعل القبح مستحيل عليه ; لعدم الداعي ، ووجود الصارف ، فكيف يأمر بفعله أتقولون على الله ما لا تعلمون : إنكار لإضافتهم القبيح إليه ، وشهادة على أن مبنى قولهم على الجهل المفرط ، وقيل : المراد بالفاحشة : طوافهم بالبيت عراة .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية