الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا [57]

                                                                                                                                                                                                                                      والذين آمنوا أي: بمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن وجملة الكتب والرسل وعملوا الصالحات أي: الطاعات فيما بينهم وبين ربهم بالإخلاص سندخلهم أي: في الآخرة جنات أي: بساتين تجري من تحتها أي: من تحت شجرها وصورها الأنهار [ ص: 1330 ] أي: أنهار الخمر واللبن والعسل والماء.

                                                                                                                                                                                                                                      خالدين فيها أبدا أي: مقيمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها لهم فيها أي: الجنة أزواج مطهرة أي: من الحيض والنفاس والأذى والأخلاق الرذيلة والصفات الناقصة وندخلهم ظلا ظليلا أي: كنا كنينا لا تنسخه الشمس، ولا حر فيه ولا برد، و(ظليلا) صفة مشتقة من لفظ (الظل) لتأكيد معناه، كما يقال: ليل أليل، ويوم أيوم.

                                                                                                                                                                                                                                      وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها .

                                                                                                                                                                                                                                      وفيهما أيضا من رواية أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: يسير الراكب في ظلها مائة سنة ما يقطعها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية