الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في الرجل يهب الهبة فلم يقبضها الموهوب له وهي لغير الثواب فأتى رجل فادعى أنه اشتراها منه وأقام البينة وأقام الموهوب له بينة قلت : أرأيت لو أن رجلا وهب لي هبة فلم أقبضها منه وهي لغير الثواب ، فأتى رجل فادعى أنه اشتراها منه وأقام البينة وقمت أنا على الهبة لأقبضها منه ؟ قال : صاحب الشراء أولى . قلت : أتحفظه عن مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : من حبس على ولد له صغار حبسا فمات وعليه دين ، لا يدرى الدين كان قبل أو بعد الحبس ، فقام الغرماء فقالوا نبيع هذا فنستوفي حقنا . وقال ولده : قد حبسه علينا وقد حازه لنا أبونا ونحن صغار في حجره قال : بلغني أن مالكا قال : إن أقام ولده البينة أن الحبس كان قبل الدين فالحبس لهم ، [ ص: 391 ] وإن لم يقيموا البينة أن الحبس كان قبل الدين باع الغرماء وبطل حبسهم . فالهبة إذا كانت لغير الثواب بمنزلة ما وصفت لك في الحبس .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية